تختلف ساعات الصيام من دولة إلى أخرى حول العالم بناءً على عدة عوامل طبيعية وجغرافية، أبرزها الموقع الجغرافي. إذ تعتمد هذه الفترات بشكل رئيسي على خطوط الطول والعرض وكذلك المسافة عن خط الاستواء، حيث كلما ابتعدت دولة عن خط الاستواء، سواء في الاتجاه الشمالي أو الجنوبي، زادت ساعات الصيام. علاوة على ذلك، تتغير ساعات الصيام خلال أيام شهر رمضان، حيث يزداد طول النهار تدريجيًا، مما يؤدي إلى زيادة مدة الصيام بشكل طفيف مع مرور الأيام.
ساعات الصيام في الدول العربية
في الدول العربية، تختلف ساعات الصيام بشكل ملحوظ بين دولة وأخرى، ويعزى ذلك إلى اختلاف المواقع الجغرافية وتفاوت المسافات عن خط الاستواء. على سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، التي تقع في أقصى الجنوب العربي، تبدأ ساعات الصيام في اليوم الأول من رمضان بـ 12 ساعة و57 دقيقة، وهو متوسط ساعات الصيام في بداية الشهر.
وفي المقابل، تعد جزر القمر من بين أطول الدول في مدة الصيام، حيث يصل وقت الصيام في اليوم الأول من رمضان إلى 13 ساعة و28 دقيقة. وتعد جزر القمر من الدول ذات القرب الكبير من خط الاستواء، مما يجعل الفترات النهارية أطول.
أما في تونس، فإن مدة الصيام تعد الأقصر في الدول العربية، حيث تبلغ 12 ساعة و53 دقيقة في أول يوم من رمضان. ويرجع ذلك إلى موقع تونس الجغرافي الذي يتمتع بتأثيرات من البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل ساعات النهار أقل مقارنة ببقية الدول العربية.
التفاوت بين الدول في ساعات الصيام
ويتضح من ذلك أن الاختلافات الجغرافية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد عدد ساعات الصيام من بلد إلى آخر. هذا التفاوت يعكس الطبيعة المتنوعة للعالم العربي في ظل الاختلافات المناخية والتضاريس المتباينة، والتي تؤثر بشكل مباشر على الطقس ومدة النهار في كل منطقة.
وفي النهاية، يبقى التحدي الأكبر هو التكيف مع هذه الفروق في ساعات الصيام، لا سيما في البلدان التي تشهد ساعات طويلة من الصيام، حيث يتطلب الأمر صبرًا وتحملًا من المسلمين في جميع أنحاء العالم خلال هذا الشهر الفضيل.