عاشت منطقة العمران الأعلى بضاحية باردو، نهاية الأسبوع المنقضي، على وقع حادثة مؤلمة هزّت قلوب التونسيين. فقدت الطفلة زينب البالغة من العمر 6 سنوات حياتها في ظروف غامضة على يد جارها في حادثة وصفها الجميع بـ "المؤلمة" والـ"مفجعة".
اختفاء غامض وعمليات بحث موسعة
وفقًا للمعطيات الأولية، اختفت الطفلة منذ مساء يوم السبت 1 مارس 2025، بعد أن خرجت للعب بالقرب من منزلها. وعلى الفور، أبلغت عائلتها السلطات الأمنية عن فقدانها، وشهدت المنطقة عمليات بحث مكثفة استمرت طوال الليل، لكن لم يتم العثور عليها إلا يوم الأحد حيث وُجدت متوفية في ظروف غير مفهومة، لتتحول الحادثة إلى فاجعة هزّت المجتمع التونسي.
تحقيقات أولية والكشف عن المشتبه به
بعد وصول الخبر إلى النيابة العمومية، انتقل قاضي التحقيق إلى مكان الحادثة لإجراء المعاينات الأولية. وكشفت التحقيقات الأولية أن الطفلة تعرضت لإصابات خطيرة ناتجة عن اعتداء بواسطة آلة حادة، مما جعل الحادثة أكثر صعوبة وصادمة. في إطار هذه التحقيقات، تم إيقاف شخص يقطن بالقرب من منزل الطفلة، حيث يُشتبه في تورطه في الجريمة.
تجري التحقيقات تحت إشراف الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني، في محاولة للكشف عن تفاصيل هذه الجريمة المروعة.
شهادة والدتها: لحظات مأساوية
في شهادة مؤلمة، تحدثت والدة زينب عبر إذاعة "موزاييك"، مستعرضة اللحظات الأخيرة قبل اختفاء ابنتها. قالت: "زينب كانت تلعب في المنزل عصر السبت، ثم طلبت مني الخروج للعب مع جيرانها في الشارع، وبعد أن سمعت أصوات الأطفال في الخارج، سمحت لها بالخروج. لكنها اختفت فجأة، ولم تعد". وأضافت: "قضينا الليلة نبحث عنها، كنا نأمل أن تكون ضائعة فقط، لكن اكتشاف الحقيقة كان صادمًا ومؤلمًا".
كما أكدت الأم أن المشتبه به، الذي تم إيقافه على ذمة التحقيقات، هو رجل في الأربعينات من العمر كان يُعرف بين الجيران كـ "شخص يعاني من اضطرابات نفسية"، وكان يرافق أطفال الحي في أغلب الأحيان. وقالت الأم: "كنت أعرفه كأحد أفراد الحي الذي لا يُخشى عليه من سلامة أطفالنا، ولكن بعد الحادثة، اكتشفت أشياء كنت أجهلها".
حزن في المجتمع التونسي
وقد أثارت الحادثة حالة من الصدمة والحزن في مختلف أرجاء تونس. تفاعل العديد من المواطنين مع الحادثة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن حزنهم العميق ومطالباتهم بكشف ملابسات الحادثة وتقديم الجاني إلى العدالة في أسرع وقت.
وقد نشر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل تضامنية مع عائلة زينب، مؤكدين على أهمية ضمان حماية الأطفال من أي نوع من الاعتداءات. وأصبحت القضية حديث الساعة في الشارع التونسي، حيث تزايدت المطالب بتوفير إجراءات حماية أكثر صرامة للأطفال في المجتمعات السكنية.
التحقيقات
تتواصل التحقيقات الأمنية للكشف عن تفاصيل الجريمة، بما في ذلك دوافع الجاني، والتأكد من علاقته بالطفلة وأسباب الجريمة. وفي انتظار نتائج التحقيقات، يظل الشارع التونسي في حالة ترقب وحزن عميق تجاه ما حدث لطفلة بريئة لم تُعطَ فرصة للعيش.
من المنتظر أن تكشف التحقيقات الأمنية خلال الأيام القادمة مزيد من التفاصيل حول الحادثة وتساعد في إغلاق هذا الملف المأساوي الذي خلف صدمة كبيرة في المجتمع التونسي.
العثور على الطفلة المفقودة زينب الطرخاني متوفية فوق سطح جارها في العمران الأعلى.. التفاصيل
بعد العثور عليها متوفية : إيقاف شخص يسكن قرب منزل عائلة الطفلة زينب (فيديو)
والد الطفلة الراحلة زينب يتحدث عن معطيات جديدة :"الي يحكيو فيه غالط..." (فيديو)