النيابة العمومية تتحرك بعد انتشار فيديو لعركة شوارع بين مغني الراب عمر لايا و الإخوة بوسعادة

tunisie-omar-laya-boussada

 

تداولت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، مقطع فيديو صادمًا يُظهر شجارًا حادًا بين عدد من الشبان، من بينهم مغنيي الراب التونسيين ''عمر لايا'' و''بوسعادة''، وذلك وسط أحد الأحياء السكنية بمنطقة سكرة.


ويظهر في الفيديو مشهد أقرب إلى قتال الشوارع، حيث استُعملت فيه ألفاظ نابية وعُنف جسدي بين أطراف الشجار، وسط حشود من المتفرجين الذين اكتفوا بالتصوير أو التشجيع، ما زاد من تعقيد الوضع وأثار موجة من الاستياء بين المواطنين.


الواقعة، التي انتشرت بسرعة كبيرة، دفعت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بأريانة إلى فتح بحث تحقيقي عاجل، وأذنت بالتحري الأمني في الموضوع وتحديد هوية جميع الأطراف المشاركة، مع مطالبة الوحدات الأمنية بجمع الأدلة وتحليل التسجيلات المصورة.


ووفق مصادر مطلعة، تم التعرف مبدئيًا على عدد من المتورطين، بينهم أسماء معروفة في الساحة الفنية الشبابية، فيما تتواصل التحريات لتحديد ملابسات الحادثة والدوافع الكامنة وراء هذا التصعيد الخطير.


تفاعل واسع وجدال محتدم على وسائل التواصل الاجتماعي

ولم تمر الحادثة مرور الكرام، إذ أثارت جدلاً واسعًا على منصات التواصل، بين من اعتبرها سلوكًا مرفوضًا لا يمت للفن بصلة، ومن رآها نتاجًا مباشرًا لانفلات القيم وانتشار مظاهر العنف في المجتمع.


وقد عبّر العديد من المتابعين عن غضبهم من ''الوجه القاتم'' الذي بات يقدّمه بعض فناني الراب في تونس، متّهمين وسائل الإعلام ومواقع التواصل بـ''تلميع'' شخصيات متمرّدة دون رقابة ثقافية أو وعي مجتمعي.


في المقابل، ظهرت تعليقات ساخرة وأخرى تُهوّن من خطورة الحدث، معتبرة أن ''ما حدث لا يتجاوز خلافًا شخصيًا تطوّر إلى مشادّة، وأنه لا يجب تضخيمه إعلاميًا''.


دعوات للمحاسبة وتنظيم القطاع الفني

يرى مراقبون أن هذه الحادثة تكشف عن أزمة أعمق تتعلّق بضعف التأطير الثقافي لبعض الفنانين الشباب، وانفلات الخطاب الفني من المعايير المهنية والأخلاقية، في ظل غياب دور مؤسسات التنشئة والرقابة.


وطالب خبراء ومهتمون بالشأن الثقافي بضرورة تنظيم المشهد الفني، خاصة في قطاع الراب، ووضع آليات قانونية تحد من انتشار المحتوى العنيف، حفاظًا على الذوق العام ومنعًا لانزلاق الشباب وراء "قدوات زائفة".




أحدث أقدم

نموذج الاتصال