ويُظهر الفيديو المتداول الرئيس ماكرون وهو يتوجه بالتحية إلى أردوغان الجالس، ويقوم بربت يده فوق يد نظيره التركي، إلا أن المفاجأة كانت عندما أمسك أردوغان بإصبع ماكرون بإحكام، مانعاً إياه من سحب يده لبضع ثوانٍ، في لحظة بدت غريبة وغير مألوفة ضمن السياقات البروتوكولية المعتادة.
تفسيرات متعددة... من "رسائل هيمنة" إلى "مصادفة غير مقصودة"
اللقطة القصيرة، التي لم تتجاوز بضع ثوانٍ، كانت كافية لإشعال موجة من التحليلات بين النشطاء والمغردين، خاصة على منصتي إكس (تويتر سابقاً) وتيك توك، إذ انقسمت الآراء بين من اعتبرها حركة عفوية عكست لحظة عابرة بين الزعيمين، ومن رأى فيها مناورة محسوبة تحمل رسائل سياسية ورسائل هيمنة خفية بلغة الجسد.
واعتبر بعض المتابعين أن تصرف أردوغان جاء كردّ مباشر على محاولة ماكرون إظهار التفوق بوضع يده فوق يد أردوغان، وهي حركة معروفة في علم البروتوكول ولغة الجسد تهدف عادة إلى فرض نوع من السيطرة الرمزية، فيما رأى آخرون أن أردوغان أفشل هذه المحاولة بإيماءة عفوية ولكن قوية التأثير، حين أمسك بإصبع ماكرون وشلّ حركته مؤقتاً.
وكتب أحد المعلقين: "أردوغان استخدم لحظة قصيرة لتمرير رسالة سياسية واضحة.. اليد التي تبادر ليست دائماً من تملك زمام الأمور". فيما علّق آخر: "ماكرون حاول ممارسة تفوق رمزي، لكن أردوغان قلب الطاولة عليه بإشارة ذكية".
خبراء لغة الجسد: الإشارة تحمل "مزيجاً من الردع والاحتواء"
وفي سياق التفاعل المتزايد، أشار بعض خبراء لغة الجسد، عبر تحليلات نُشرت في وسائل إعلام دولية، إلى أن المشهد يحمل في طياته "رسالة مزدوجة"، فالإمساك بإصبع الخصم بهذا الشكل يمكن أن يُفسّر كرغبة في تقويض السيطرة ومحاولة لإعادة رسم حدود النفوذ داخل اللقاء، كما أنه يوحي في الوقت ذاته بشيء من الحزم والرفض الضمني لأي استعراض سياسي غير مرحّب به.
ورجّح آخرون أن أردوغان، الذي يُعرف عنه استخدامه المدروس لحركات الجسد والتعبيرات الرمزية، قد يكون استغل تلك اللحظة لتمرير رسالة غير مباشرة، خاصة في ظل توتر العلاقات بين أنقرة وباريس في عدد من الملفات الدولية، من أبرزها ملفات المتوسط وسوريا والناتو.
بروتوكول مكسور أم رسالة مشفّرة؟
أمام تعدد التفسيرات، يبقى السؤال الأبرز: هل كانت هذه المصافحة مجرد تصرف عفوي؟ أم أنها جزء من لعبة الرموز الدبلوماسية التي يجيدها الطرفان؟
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه أي جهة رسمية توضيحاً حول الواقعة، يستمر الجدل على المنصات، مما يؤكد أن لغة الجسد في السياسة قد تحمل أحياناً من المعاني ما يتجاوز الكلمات والبيانات.
المصدر: buzznewstunisia.net