أكد العديد من المؤرخين أن فكرة الاحتفال بعيد الحب في 14 فبراير من كل عام تعود إلى شخص تونسي من أصل أمازيغي وُلد في ولاية الكاف. ورغم تعدد الروايات حول هذا العيد، التي تخلط بين التاريخ والعقيدة والأساطير، إلا أن هناك بعض الحقائق التي يوافق عليها العديد من المؤرخين، رغم أن التفاصيل الدقيقة لا تزال غامضة.
أصل عيد الحب والقديس فالنتاين:
يرتبط يوم الحب، الذي يُحتفل به في 14 فبراير، بذكرى قديس يُدعى فالنتاين. إلا أن الكنيسة الكاثوليكية تعترف بعدة قديسين حملوا اسم "فالنتاين" أو "فالانتينوس"، وكل منهم له قصة مختلفة مرتبطة بهذا اليوم. إحدى الروايات التاريخية تروي أن الإمبراطور الروماني، كلاوديوس الثاني، قرر في القرن الثالث منع زواج الشبان بهدف أن ينضموا إلى جيشه. لكن كاهنًا يُدعى فالنتاين تحدى هذا القرار الظالم، وواصل إقامة حفلات زواج سرية للمحبين، ما أدى إلى إعدامه عندما اكتُشف أمره. أما الرواية الأخرى فتدور حول "فالنتاين" آخر كان يحمي المسيحيين أثناء حملة الإمبراطور التي استهدفتهم. ومن القصص الشهيرة، أنه قبل إعدامه، أرسل فالنتاين رسالة إلى ابنة سجانه، كتب فيها عبارة "كن فالنتايني"، وهي العبارة التي تستخدم اليوم على بطاقات المعايدة.
البابا جيلاصيوص الأول:
أما البابا الذي أعلن الرابع عشر من فبراير عيدًا للحب فهو البابا جيلاصيوص الأول، الذي كان ثالث أساقفة روما من أصل أمازيغي. يعتقد العديد من المؤرخين أن جيلاصيوص الأول كان من منطقة تونس الحالية، وبالتحديد من مدينة الكاف التي أسسها الأمازيغ، وكان لها دور مهم في الحقبة الرومانية، حيث كانت تعرف بسيكا فينيريا نسبةً إلى فينوس، إلهة الحب والجمال. ويعد جيلاصيوص الأول من أصل قبيلة جلاص الأمازيغية، التي كانت واحدة من أكبر القبائل الأمازيغية في شمال إفريقيا، وكان لهم دور كبير في تاريخ المنطقة.
يُقال إن جيلاصيوص الأول هو من قدم إلى روما طقس "لوبركاليا"، وهو مهرجان خصوبة كان يُحتفل به في ذلك الوقت. خلال هذا المهرجان، كان يتم التضحية بقربان من عنزة ويتم استخدام جلدها لضرب النساء لتعزيز خصوبتهن. كما كان يتم تنظيم قرعة لتحديد شريك كل امرأة في العام القادم. البعض يعتقد أن جيلاصيوص الأول قرر أن يجعل هذا الاحتفال يخلد ذكرى القديس فالنتاين، الذي تم إعدامه في 14 فبراير، وتبنت الكنيسة لاحقًا هذا اليوم للاحتفال بالحب.