في حادثة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تم طرد تلميذة بكالوريا من أحد المعاهد بولاية بنزرت لمدة أربعة أيام، وذلك بعد دخولها إلى بيت الراحة الخاص بالأساتذة دون الحصول على إذن مسبق، مما أدى إلى تعرضها لانهيار عصبي وفقًا لما تم تداوله.
ووفقًا لشهادات بعض التلاميذ الذين علقوا على الحادثة عبر مواقع التواصل، فإن المعهد لا يوفر مرحاضًا جاهزًا خاصًا بالتلاميذ، مما اضطر التلميذة إلى اللجوء إلى بيت الراحة الخاص بالأساتذة لقضاء حاجتها المستعجلة. وفي غياب المشرفين الإداريين، لم تتمكن من طلب الإذن، لكنها فوجئت برد فعل حاد من قبل إحدى الأساتذة التي قامت بإخراجها بطريقة وصفت بأنها "مهينة"، الأمر الذي أثر على حالتها النفسية وتسبب لها في انهيار شديد.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي تدوينة منسوبة لأحد زملائها، جاء فيها:
"ما رأيكم في تلميذة بكالوريا يتم طردها لعدة أيام من المؤسسة التربوية بسبب دخولها مرحاض الأساتذة لقضاء حاجتها الطبيعية؟ مع العلم أن المعهد لا يحتوي على مرحاض مجهز للتلاميذ، وأن التلميذة لم تتمكن من العثور على الناظر لأخذ الإذن. وقد سبق أن حدث هذا الأمر مع تلاميذ آخرين من قبل وتم السماح لهم، إلا أن هذه التلميذة تم طردها رغم أنها اعتذرت للأستاذة التي قامت بإخراجها بطريقة وُصفت بالفاضحة والمهينة، مما أدى إلى انهيارها نفسيًا وعصبيًا."
وقد أثارت هذه الحادثة موجة من التعاطف والغضب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن العقوبة كانت مبالغًا فيها، خاصة وأن السبب الرئيسي وراء تصرف التلميذة كان عدم توفر مرافق مناسبة، وهو ما يعكس نقصًا في البنية التحتية ببعض المؤسسات التعليمية.
من جانب آخر، طالب العديد من رواد الفضاء الرقمي وزارة التربية بفتح تحقيق في الحادثة، والتأكد من مدى قانونية الإجراء التأديبي الذي تم اتخاذه ضد التلميذة، خاصة في ظل الأثر النفسي الذي خلفه القرار عليها. كما دعا آخرون إلى ضرورة توفير مرافق صحية مناسبة داخل المؤسسات التربوية، لضمان راحة التلاميذ وحفظ كرامتهم داخل الفضاء المدرسي.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ الجهات الرسمية إجراءات لمعالجة مثل هذه الإشكاليات داخل المؤسسات التعليمية؟ وهل سيتم إنصاف التلميذة التي تعرضت لهذا القرار؟ الأيام القادمة قد تكشف عن مستجدات أخرى حول هذا الموضوع.
الفيديو :