شهدت مدينة رفراف الساحلية التابعة لولاية بنزرت، صباح اليوم، حادثة أليمة راح ضحيتها الشاب أسامة المحواشي، أحد متساكني حي التضامن، بعد تعرّضه لما يُعرف بالـ"صدمة الحرارية" أثناء استجمامه بشاطئ الحماري، الذي يُعد من أبرز الوجهات الشاطئية بالجهة.
ووفق معطيات أولية استقتها مصادر محلية، فإن الشاب قصد الشاطئ في وقت مبكر من الصباح، حيث أمضى ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة دون اتخاذ احتياطات الحماية الضرورية. وفي لحظة مفاجئة، قرر النزول مباشرة إلى مياه البحر الباردة، ما أدى إلى اختلال مفاجئ في توازن وظائفه الحيوية، وسرعان ما فقد الوعي وسط المياه.
وقد هرعت وحدات الحماية المدنية على جناح السرعة إلى موقع الحادثة، وتمت محاولة إنقاذه وتقديم الإسعافات الأولية، إلا أن جهود الإنعاش باءت بالفشل، ليُسجّل بذلك حادث مؤلم هزّ الحاضرين، وأعاد إلى الواجهة خطر الصدمة الحرارية الذي يهدد سلامة المصطافين.
وفي بيان رسمي، نبّهت الحماية المدنية من خطورة التباين المفاجئ في درجات الحرارة بين حرارة الشمس المرتفعة ومياه البحر الباردة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة – رغم بساطتها في ظاهرها – قد تتسبب في فقدان الوعي أو حتى الوفاة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو إرهاق بدني.
وأضاف البلاغ أن شاطئي الحماري والمرسى شهدا في الأيام الأخيرة حالات مشابهة، حيث تم تسجيل عدد من حالات الإغماء الناتجة عن الصدمة الحرارية، ما استوجب التدخل السريع من فرق الإنقاذ، دون تسجيل وفيات أخرى.
وشددت الحماية المدنية على ضرورة الالتزام بجملة من التوصيات الوقائية، أبرزها:
- تجنّب النزول المباشر إلى البحر بعد التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة
- تبريد الجسم تدريجيًا بالماء قبل السباحة
- الانتباه إلى علامات الإنذار كالتشنجات، القشعريرة، الدوخة، أو الشعور بالإرهاق الشديد؛
- طلب النجدة فورًا عند الشعور بأي من هذه الأعراض، عبر رفع اليدين أو الاتصال بالرقم 198.
وتعيد هذه الحادثة الأليمة التأكيد على أهمية التوعية المستمرة بمخاطر الصدمة الحرارية، خاصة في ذروة فصل الصيف، الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة وتوافدًا كثيفًا على الشواطئ. وتدعو الجهات المختصة إلى تعزيز حملات التثقيف الصحي وتكثيف التواجد الوقائي لفرق الإنقاذ في الفضاءات الساحلية، حماية لأرواح المصطافين وتفاديًا لتكرار مآسي مماثلة.