كشفت وسائل إعلام بلجيكية عن حادثة مروّعة راح ضحيتها شاب تونسي يُدعى إلياس الزايري، يبلغ من العمر 32 عامًا، وذلك في أحد أحياء العاصمة البلجيكية بروكسيل. ووفقًا لما نقلته الصحافة المحلية، تعود تفاصيل الجريمة إلى تدخل إلياس لمنع مراهق يبلغ من العمر 18 سنة من التحرش بامرأة كانت برفقة طفلها الصغير.
وفي مشهد بطولي، حاول الشاب التونسي تهدئة المعتدي وطلب منه الابتعاد عن المرأة، إلا أن الجاني استل سكينًا كبير الحجم ووجّه له طعنة قاتلة أردته قتيلًا على الفور، في جريمة هزت الشارع البلجيكي وخلفت صدمة واسعة لدى الجالية التونسية في الخارج. وقد ألقت السلطات الأمنية البلجيكية القبض على القاتل بعد وقت وجيز من وقوع الحادثة، وفتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة ملابسات الجريمة ودوافعها.
وفي بادرة إنسانية، تواصلت السيدة البلجيكية التي كانت ضحية محاولة التحرش مع عائلة الفقيد في تونس، معبرة عن أسفها العميق وتأثرها لما حدث، وأشادت بشجاعة إلياس الذي ضحى بحياته من أجل الدفاع عن الآخرين.
من جانبه، عبّر الناشط في المجتمع المدني بإيطاليا، مجدي الكرباعي، عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ"الصمت الرسمي المريب" من قبل السلطات التونسية، لا سيما السفارة والقنصلية في بلجيكا، حيث لم يصدر أي بيان نعي أو توضيح بشأن ما حصل.
وفي تدوينة نشرها على حسابه الرسمي، قال الكرباعي:
"نُدين بشدة صمت السفارة التونسية في بلجيكا ووزارة الخارجية تجاه جريمة الطعن التي أودت بحياة أحد المواطنين التونسيين. لم نرَ أي تعزية رسمية أو حتى إشادة بدور إلياس البطولي في حماية امرأة من التحرش، رغم أن الواقعة تحمل أبعادًا إنسانية تستحق التوقف عندها."
ودعا الكرباعي إلى ضرورة إعادة النظر في دور البعثات الدبلوماسية بالخارج، محملًا إياها مسؤولية متابعة أوضاع الجالية التونسية وتقديم الدعم القانوني والمعنوي في مثل هذه الحالات.
الحادثة أثارت موجة واسعة من التضامن مع عائلة الضحية، وسط مطالب شعبية بمحاسبة الجاني وإطلاق حملة توعية تحث على مناهضة العنف، وتعزيز دور السفارات في حماية التونسيين بالخارج، خاصة في ظل ما يواجهونه من تحديات متزايدة في المهجر.
Tags
أخبار وطنية