وبحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية، فإن التحرك الأمني بدأ عقب تلقي بلاغ من سكان إحدى البنايات السكنية في المنطقة، أفادوا فيه بانبعاث رائحة كريهة من شقة مغلقة منذ أيام. وبموجب إذن من النيابة، داهمت قوة من مباحث قسم شرطة 15 ماي المكان، لتفاجأ بج_ثة رجل في منتصف العقد السادس من العمر، ملفوفة بملاءة قماشية ومغطاة بكميات كبيرة من الملح، داخل غرفة النوم.
وبعد إجراء التحريات، تبين أن الج_ثة تعود لطبيب مصري معروف، كان يقيم في الشقة منذ قرابة 10 أشهر رفقة سيدة تونسية الجنسية، عرّفت نفسها سابقًا لجيرانهما بأنها زوجته. غير أن سجلات الأحوال المدنية نفت وجود أي وثيقة زواج رسمية بين الطرفين، ما أكد أن العلاقة كانت في إطار "الزواج العرفي".
وأضافت التحريات أن السيدة تركت رسالة مكتوبة بخط يدها داخل الشقة، أوضحت فيها أن الرجل "توفي وفاة طبيعية منذ نحو 30 يومًا"، وأنها لم تتمكن من التواصل مع أي من أفراد عائلته أو الإبلاغ عن الحادثة خوفًا من ترحيلها بسبب إقامتها غير الشرعية في مصر. وقالت في رسالتها: "لم أجد من يساعدني، وخشيت أن يتم القبض عليّ... فوضعت ملحًا على الج_ثة لمحاولة تأخير تحللها حتى أتمكن من التصرف".
وذكرت التحريات الأمنية أن الطبيب كان يعاني من أمراض مزمنة، بينها السرطان والسكري، ما يرجح فرضية الوفاة الطبيعية، إلا أن الطريقة التي تعاملت بها السيدة مع الج_ثة، وإقدامها على الهروب دون إخطار السلطات، أضفت على الواقعة طابعًا غريبًا أثار الكثير من علامات الاستفهام، خاصة حول دوافعها الحقيقية ومدى سلامة أقوالها.
في السياق ذاته، استمع فريق البحث الجنائي إلى أقوال عدد من الجيران، الذين أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي تحركات داخل الشقة منذ عدة أسابيع، وأن الرائحة الكريهة كانت تزداد يومًا بعد يوم، ما دفعهم إلى التواصل مع السلطات.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف الملابسات الكاملة للواقعة، فيما تم نقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي لإجراء الفحص اللازم وتحديد سبب الوفاة بشكل دقيق، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
بعد ملاحقة لأشهر.. إيقاف تونسية احتفظت بجثة زوجها تحت الملح في مصر (فيديو)