وبحسب بيان صادر عن الجهات الأمنية، بدأت تفاصيل القضية حين أبلغ سكان أحد العقارات عن انبعاث روائح كريهة ومزعجة من إحدى الشقق السكنية، ما استدعى تدخل رجال الشرطة الذين داهموا المكان، ليعثروا على جثة الطبيب مغطاة بملاءة ومغمورة بكميات كبيرة من الملح داخل غرفة النوم، في محاولة واضحة لتأخير عملية التحلل. وأكدت المعاينة الميدانية الأولية عدم وجود آثار عنف أو علامات تشير إلى وقوع جريمة قتل أو سرقة.
وتوصلت التحقيقات إلى أن الطبيب كان يقطن الشقة المستأجرة منذ نحو عشرة أشهر برفقة سيدة تونسية، قدمت نفسها للجيران على أنها زوجته. غير أن مراجعة السجلات الرسمية كشفت عن عدم وجود أي وثيقة قانونية أو عقد زواج رسمي يربط الطرفين، ما أثار شكوك السلطات حول طبيعة العلاقة بينهما.
وأفادت التحريات أن المتهمة استخدمت كميات كبيرة من ملح الطعام بطريقة بدائية للحفاظ على الجثة قدر الإمكان، في محاولة منها لإخفاء خبر الوفاة، وذلك بسبب إقامتها غير القانونية داخل الأراضي المصرية. كما عثرت الشرطة داخل الشقة على رسالة مكتوبة بخط اليد موجّهة إلى صاحب العقار، تشير فيها إلى أن الطبيب "توفي وفاة طبيعية"، وأنها لم تستطع التصرف في الجثمان بسبب وضعها غير القانوني، فاختارت استخدام الملح، ثم غادرت المكان واختفت عن الأنظار.
وأكدت مصادر أمنية أن الطبيب المتوفى كان يعاني من أمراض مزمنة، من بينها مرض السرطان ومرض السكري، وهو ما يرجح أن الوفاة وقعت بشكل طبيعي، إلا أن تصرفات السيدة التونسية بعد الوفاة أثارت الشكوك والتساؤلات حول نواياها الحقيقية، خاصة مع محاولتها إخفاء الواقعة لفترة طويلة.
وفي أعقاب تحقيقات موسعة، تم تحديد مكان المتهمة التي كانت مختبئة في منطقة "العبور" بمحافظة القليوبية، حيث جرى توقيفها، فيما تقرر عرض الجثمان على الطب الشرعي للتأكد من سبب الوفاة بشكل دقيق، كما تم التحفظ على الشقة كجزء من إجراءات التحقيق.
ولا تزال النيابة العامة تباشر التحقيقات في القضية، وسط اهتمام إعلامي واسع، نظراً للظروف غير المألوفة التي أحاطت بهذه الحادثة، التي تسلط الضوء على قضايا الإقامة غير القانونية، والثغرات التي قد تُستغل من قبل بعض الأفراد للإفلات من الرقابة القانونية.
مصر: تونسية تخفي جثة زوجها الطبيب بوضع الملح عليه ثم تهرب (فيديو)