في إنجاز زراعي لافت يعكس روح الابتكار والمثابرة، تمكن الفلاح محمد العباسي من معتمدية جبنيانة بولاية صفاقس من إنتاج 144 سنبلة شعير بلدي انطلاقًا من بذرة واحدة فقط، وهو ما اعتُبر نتيجة غير مسبوقة في الممارسات الزراعية التقليدية في تونس.
ويأتي هذا النجاح بعد سلسلة من التجارب الناجحة التي خاضها العباسي، كان أبرزها العام الماضي حين نجح في إنتاج القمح مرتين في الموسم ذاته، مستفيدًا من تقنيات زراعية حديثة وتخطيط دقيق. وقد صرّح العباسي للإذاعة التونسية أن هذه النتيجة تحققت بفضل اعتماد طريقة زراعية عصرية ومبسطة في الوقت ذاته، تعتمد على زراعة كميات محدودة من الشعير البلدي إلى جانب نبات الفول، مع ترك مسافة 40 سنتيمترًا بين كل بذرة شعير وأخرى، ما يسمح للنبتة بالنمو بحرية دون تنافس شديد على الموارد.
وأضاف أن هذه التقنية الزراعية أعطت نتائج ممتازة من حيث عدد السنابل وجودة الإنتاج، داعيًا الفلاحين في مختلف جهات البلاد إلى اعتماد نفس الأسلوب في زراعة الشعير البلدي، لما له من أثر إيجابي في زيادة الإنتاج وتحسين مردودية الأرض دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.
وفي رسالة مباشرة إلى السلطات، ناشد العباسي وزارة الفلاحة إلى تبني هذه التقنية ودراستها بصفة علمية، من أجل تعميمها على الصعيد الوطني في إطار سياسات دعم الفلاحين وتعزيز الأمن الغذائي، خاصة في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تؤثر على القطاع الزراعي.
ويرى خبراء في المجال الزراعي أن مثل هذه المبادرات الفردية تمثل فرصة حقيقية لتحديث القطاع من القاعدة، خصوصًا إذا ما تم دعمها من قبل مراكز البحوث والهياكل الفنية التابعة للدولة. كما شددوا على أهمية الابتكار المحلي والتجارب الميدانية في تطوير منظومات الإنتاج، مؤكدين أن النجاحات الصغيرة قد تكون بوابة لتحوّلات كبرى في المردودية والاكتفاء الذاتي الغذائي.
المصدر: buzznewstunisia.net
Tags
أخبار وطنية