بالفيديو: روبوت ينهال بالضرب على مبرمجيه لحظة تشغيله

chine-robot-attaque-travailleur

 

أثار مقطع فيديو تم تداوله مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الجدل والقلق، بعد أن أظهر لحظة غير متوقعة لخروج روبوت بشري عن السيطرة أثناء اختبارات أداء في الصين، حيث قام بتحريك أطرافه بعنف وكاد أن يصيب مبرمجيه.

الحادثة وقعت أثناء اختبار روبوت متقدم من طراز Unitree H1، وهو من الروبوتات البشرية الجديدة التي تطورها شركة Unitree Robotics، المعروفة بإنتاج روبوتات مخصصة للمساعدة في النقل والمهام الصناعية والبحث والإنقاذ. وخلال التجربة، كان الفريق الفني يعكف على اختبار قدرات التوازن والحركة الدقيقة للروبوت، وذلك أثناء تعليقه بسلاسل معدنية لتأمينه أثناء البرمجة.

غير أن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة عندما بدأت خوارزمية "استعادة التوازن الذاتي" بالعمل بشكل مفاجئ، ما دفع الروبوت إلى تنفيذ حركات قوية وسريعة بطريقة عشوائية في الهواء، مسببة حالة من الذعر داخل المختبر. ولحسن الحظ، تمكن أحد المهندسين من التدخل سريعًا وإيقاف تشغيل الجهاز، قبل أن يتسبب في إصابة أي شخص.

أوضح الفريق الهندسي أن خوارزمية استعادة التوازن تُفعّل عادة عندما يكتشف الروبوت أنه في وضعية غير مستقرة أو في طريقه للسقوط. ولكن بسبب تعليق الروبوت بسلاسل، لم تتمكن المستشعرات من تفسير الوضع بشكل صحيح، ما تسبب في تفاعل مفرط للحفاظ على التوازن في الهواء، في وضع لم يكن مصممًا للتعامل معه.

هذه الحادثة فتحت باب النقاش من جديد حول سلامة استخدام الروبوتات في البيئات البشرية، لا سيما تلك التي تعتمد على خوارزميات معقدة في اتخاذ قرارات الحركة، دون تدخل بشري مباشر. ومع التوسع المتسارع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الرعاية الصحية، الأمن، والصناعات الثقيلة، تتزايد الحاجة إلى مراجعة معايير الأمان وضمان عدم اعتماد الروبوتات على قرارات قد تؤدي إلى نتائج كارثية في حال وقوع خلل.

يبلغ طول روبوت Unitree H1 نحو 180 سم، ويزن 47 كيلوغرامًا، وهو مزود بمستشعرات متقدمة تشمل أنظمة ليدار وكاميرات ذكية ثلاثية الأبعاد تسمح له بتحديد العوائق والتحرك بسلاسة في البيئات المعقدة. ويستطيع هذا الروبوت حمل أوزان تصل إلى 30 كغ، ما يجعله مناسبًا لأداء المهام الخطرة بدلًا من البشر.

ومع أن الروبوت لا يزال في مرحلة التطوير والاختبار، إلا أن هذه الحادثة دقت ناقوس الخطر بشأن الحاجة إلى وضع بروتوكولات أمان أكثر تطورًا، خصوصًا في المراحل التي يتم فيها اختبار استجابات الذكاء الاصطناعي بدون إشراف دقيق أو في بيئات غير محسوبة بالكامل.

الحادثة أثارت أيضًا تساؤلات فلسفية وأخلاقية حول حدود التطوير التكنولوجي، وإلى أي مدى يمكن الوثوق بالآلات التي تملك القدرة على اتخاذ قرارات آنية دون تدخل بشري مباشر. فهل نحن على أعتاب مرحلة تصبح فيها الروبوتات قادرة على التصرّف بمحض إرادتها البرمجية في مواقف غير متوقعة؟ وأين ينبغي أن نرسم الخط الفاصل بين التطوير والاحتياط؟.

المصدر: buzznewstunisia.net


أحدث أقدم

نموذج الاتصال

Close