توفي الشاب حازم عمارة، البالغ من العمر 21 عامًا وأصيل مدينة قرمبالية من ولاية نابل، داخل سجن "بلي" في ظروف وُصفت بالمأساوية، بحسب روايات متطابقة من عائلته ونشطاء في المجتمع المدني. ووفقًا لمصادر مقربة، كان الفقيد يعاني منذ صغره من داء السكري، وأجرى خمس عمليات جراحية دقيقة على القلب، ما جعله في حاجة دائمة إلى رعاية طبية خاصة ومتابعة صحية مستمرة.
وقد تم إيداع حازم السجن منذ أقل من ثلاثة أسابيع، على خلفية مشادة كلامية وقعت داخل المقهى الذي كان يعمل فيه نادلًا، وتم إيقافه في أعقابها. وطيلة فترة إيقافه، وجهت والدته مناشدات متكررة إلى السلطات المعنية، مطالبة بضرورة تمكين ابنها من العلاج والرعاية الصحية، أو السماح له بمراجعة طبيبه المباشر بمستشفى الرابطة، حيث يوجد ملفه الطبي الكامل. إلا أن تلك النداءات، وفق ذات المصادر، لم تلقَ الاستجابة المرجوة.
وفي شهادات نقلها عدد من الصحفيين، من بينهم الإعلامي شاكر الجهمي، يُذكر أن حازم توفي في ظروف وُصفت بالقاسية، إذ وُجد داخل غرفة مقيدًا من ساقيه، وحيدًا يصارع نوبات صحية حادة، دون أن يتمكن من تلقي الإسعافات الضرورية في الوقت المناسب.
وقد خلفت هذه الحادثة حالة من الغضب والحزن في صفوف الرأي العام التونسي، حيث طالب عدد من المواطنين والنشطاء والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق عاجل ومستقل في ملابسات الوفاة، للوقوف على الحقيقة وتحديد المسؤوليات، لا سيما في ظل الحديث المتكرر عن وضعية الموقوفين وظروف الإيواء داخل بعض المؤسسات السجنية.
كما أكد متابعون أن هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة ملف الرعاية الصحية داخل السجون وضرورة مراجعة الإجراءات المعمول بها لضمان كرامة المحتجزين، مؤكدين أن حماية الحقوق الأساسية لجميع المواطنين، بمن فيهم الموقوفون، تبقى من مقومات دولة القانون والمؤسسات.