أثار ظهور قرش في خليج تونس وبالقرب من ميناء "قمرت" جدلًا واسعًا بين المواطنين، بعد انتشار مقطع فيديو يوثّق هذه اللحظة على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 11 مارس 2025. الفيديو الذي تم تداوله بسرعة بين رواد الإنترنت، أظهر قرشًا أبيض كبيرًا يسبح بالقرب من الشاطئ، مما أثار مخاوف بين سكان المنطقة حول سلامتهم وأمنهم البحري.
توضيحات الخبراء:
وخلال مداخلة إذاعية على موزاييك أف أم، أوضح مختصون في المجال البحري أن وجود القروش في المنطقة ليس أمرًا مستغربًا. وأكدوا أن القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias) هو نوع من الأسماك الكبيرة التي تتغذى بشكل أساسي على الجثث والكائنات الميتة في البحر، مما يساهم في تنظيف البيئة البحرية والحفاظ على التوازن البيئي للبحر الأبيض المتوسط.
القرش الأبيض الكبير - لا تهديد للبشر:
وبالرغم من أن رؤية القرش أثارت حالة من الهلع في البداية، أكد الخبراء أنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا للبشر. وأوضحوا أن القرش الأبيض الكبير نادرًا ما يتعامل مع البشر، ويعود سلوكه العدواني في أغلب الأحيان إلى الدفاع عن نفسه أو بسبب الفضول. لذلك، وجوده في المياه التونسية يعتبر ضمن السياق الطبيعي، ولا يستدعي القلق المفرط.
التغيرات البيئية وتأثيراتها:
وأشار المتدخلون إلى أن خليج تونس يُعتبر منطقة محمية بحرية تحتضن أنواعًا مختلفة من الكائنات البحرية. ومن بين هذه الأنواع أسماك التن الكبيرة، التي أصبحت تظهر بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وهو ما قد يكون له علاقة بتغيرات بيئية مثل تغير المناخ و الصيد الجائر، اللذين أثرا بشكل كبير على البيئة البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
التحولات في التنوع البيولوجي:
وقد رجح البعض أن التغيرات في تواجد الأنواع البحرية ترجع إلى تأثيرات بشرية وبيئية طويلة الأمد، بما في ذلك التلوث و التوسع العمراني على سواحل البحر. هذه التحولات قد تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الكائنات البحرية التي لم تكن معتادة على الظهور في تلك المناطق من قبل.
نصائح للسباحين والمواطنين:
رغم المخاوف التي أثارها انتشار الفيديو، شدد الخبراء على ضرورة توخي الحذر في المناطق العميقة أو غير المأهولة، خاصة في أماكن قد تكون مأوى لمثل هذه الكائنات البحرية. وأوصوا بمراقبة السلوكيات البحرية والتعامل بحذر مع أي نوع من القروش قد يظهر، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية في حالة السباحة في البحر.
يؤكد الخبراء أن وجود القروش في المياه التونسية ليس حالة نادرة أو خطيرة، لكن يجب أن نكون واعين بتأثيرات البيئة البحرية وما يتطلبه ذلك من ممارسات صحيحة وآمنة للحفاظ على سلامة المواطن.