إشهار مجوهرات يثير الجدل: "جبتلك هدية وسامحني على البونية.. البارح كنت مغشش"

إشهار مجوهرات يثير الجدل: "جبتلك هدية وسامحني على البونية.. البارح كنت مغشش"

publicite-ame-tunisie

 

أثار إعلان ترويجي جرى تداوله على موقع التيك توك موجة واسعة من الجدل والغضب في أوساط التونسيين، بعد أن تضمّن رسالة اعتبرها عدد كبير من المتابعين مسيئة وتحمل إيحاءات تُطبع مع العنف، في قالب إعلاني وُصف بالصادم وغير المسؤول.


ويُظهر الإعلان مجموعة من الإكسسوارات النسائية مرفقة بعبارة مكتوبة بخط اليد مفادها: «سامحني على البونية متاع البارح، كنت مغشش»، في محاولة لتقديم الهدية كوسيلة اعتذار عن سلوك عنيف. هذا الأسلوب فجّر ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أنه يستخف بخطورة العنف ويقدّمه كتصرّف عابر يمكن تجاوزه بهدية.


وعبّر عدد من النشطاء والمعلّقين عن رفضهم الشديد لمضمون الإعلان، معتبرين أنه يساهم في تطبيع العنف الجسدي وتحويله إلى مادة تسويقية، وهو ما يتعارض مع الجهود الوطنية والمجتمعية الرامية إلى الحد من هذه الظاهرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعنف المسلّط على النساء. وأكدوا أن مثل هذه الرسائل تُقلّل من معاناة الضحايا وتبعث إشارات خاطئة، خصوصًا لدى فئات عمرية شابة.


وشدّد متابعون على أن العنف، مهما كان سياقه، لا يمكن تبريره أو التقليل من شأنه، ولا يُعدّ خطأً عابرًا يُمحى باعتذار رمزي، بل سلوكًا مرفوضًا قانونيًا وأخلاقيًا. واعتبروا أن الإشهار يجب أن يلتزم بقيم تحترم الكرامة الإنسانية، لا أن يعيد إنتاج صور نمطية خطيرة داخل العلاقات الخاصة.


في المقابل، حاولت بعض التعليقات التقليل من خطورة الإعلان أو التعامل معه بسخرية، إلا أن هذا التفاعل زاد من حدّة النقاش، إذ ردّ نشطاء بأن التساهل مع مثل هذه الرسائل، حتى في إطار ساخر أو تجاري، يساهم في ترسيخها اجتماعيًا ويُضعف خطاب التوعية.


وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة النقاش حول مسؤولية المعلنين والعلامات التجارية، وكذلك دور المنصات الرقمية في مراقبة المحتوى الإشهاري، وحدود الحرية التجارية عندما تتقاطع مع قضايا حساسة تمسّ السلامة الجسدية والكرامة الإنسانية. كما جدّدت الدعوات إلى اعتماد معايير أخلاقية أوضح في الإعلانات، خاصة في بلد لا تزال فيه مسألة العنف تمثّل تحديًا مجتمعيًا يستوجب معالجة جديّة ومسؤولة.

الفيديو:




close