في تطور لافت لقضية مقتل الشابة التونسية رحمة لحمر، التي تعود أطوارها إلى سبتمبر 2020 وخلّفت صدمة كبيرة في الشارع التونسي، خرج والد الضحية بتصريحات مثيرة للجدل، خلال حوار صحفي مع موقع "الشروق أونلاين"، كشف فيها عن ما وصفها بـ"حقائق خطيرة" قال إنها تقف خلف جريمة مقتل ابنته. ووجّه الأب اتهامات مباشرة لرجل الأعمال والوزير الأسبق مهدي بن غربية، متهماً إياه بالضلوع ضمن شبكة إجرامية متورطة في قضايا تتعلق بالمخدرات، وتجارة الأعضاء، والأسلحة، وفق تعبيره.
"رحمة اخترقت النظام المعلوماتي واكتشفت شبكة مشبوهة"
بحسب رواية الأب، فإن رحمة كانت تعمل بإحدى الشركات التابعة لبن غربية، وخلال أدائها لمهامها الوظيفية، تمكنت من الدخول إلى النظام المعلوماتي للمؤسسة واكتشفت معطيات خطيرة، وصفها والدها بأنها تتعلّق بارتباطات مشبوهة بين رجل الأعمال وعدد من الأطراف المتورطة في نشاطات إجرامية مختلفة.
وقال الأب في تصريحاته:
"بنتي دخلت على السيستام، كانت ذكية وعندها حب الاطلاع... دخلت واكتشفت شبكة كبيرة، واللي شافته هو السبب في مقتلها". وأوضح أن ابنته كانت تعتزم التبليغ عن تلك المعطيات، وهو ما جعلها، حسب تقديره، هدفاً للتصفية.
اتهامات مباشرة لمهدي بن غربية بالضلوع في الجريمة
وأضاف والد الضحية في ذات السياق أن مهدي بن غربية، الذي يقبع حالياً في السجن على خلفية قضايا فساد مالي، هو المسؤول المباشر عن مقتل ابنته، قائلاً:
"قلت له وقتها: قسماً يا مهدي، بفلوسك الوسخة ماكش باش تبقى تتحكم في العباد... راك تاجر في الأعضاء وتدخل في كل شيء".
وأشار إلى أن النفوذ الذي كان يتمتع به بن غربية في تلك الفترة حال دون التقدم الحقيقي في التحقيقات، مشدداً على أن العدالة بدأت تأخذ مجراها مع تقلّص الغطاء السياسي والإداري الذي كان يحمي المتهم.
فرضية مختلفة عن مكان الجريمة
كما أفاد الأب بأن الرواية الرسمية لموقع العثور على جثة ابنته في منطقة عين زغوان لا تعكس الحقيقة الكاملة، مرجّحاً أن تكون عملية القتل قد وقعت في مكان آخر، مثل منطقة غار الملح أو أوتيك، ليتم لاحقاً التخلص من الجثة بمكان العثور عليها، في عملية مدروسة هدفها التمويه.
وأكّد في تصريحاته أن كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من مكان الجريمة لم تسجّل أي نشاط مثير للريبة، ما يعزز، حسب رأيه، فرضية النقل السريع للجثة في وقت دقيق لتفادي الكشف.
بطاقة إيداع في حق بن غربية وتحقيقات جديدة
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدر مؤخراً بطاقة إيداع بالسجن في حق رجل الأعمال مهدي بن غربية، وذلك في إطار إعادة فتح ملف قضية مقتل رحمة لحمر، بعد ظهور معطيات جديدة غيّرت مجرى التحقيق.
الجدير بالذكر أن السلطات التونسية كانت قد أوقفت في عام 2020 أحد المشتبه بهم في القضية، قبل أن تعود مجريات التحقيق إلى الواجهة بعد مرور قرابة خمس سنوات، في ظل تجدد المطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية التي هزّت الرأي العام الوطني.
المصدر: buzznewstunisia.net