كشفت مصادر مطلعة أن الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي اتخذت قرارًا نهائيًا بالاستقالة الجماعية، وذلك في أعقاب الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الفريق أمام الاتحاد المنستيري بنتيجة 3-0، في مباراة احتضنها ملعب مصطفى بن جنات مساء الأحد 18 ماي 2025، لحساب الدور ربع النهائي لكأس تونس.
وجاءت هذه الهزيمة لتكون بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير، حيث قدّم النادي الإفريقي أداءً متواضعًا جدًا طيلة فترات اللقاء، وسط غياب الروح القتالية، والتفكك الكبير على المستوىين الدفاعي والهجومي، ما أثار غضبًا عارمًا في صفوف جماهير الفريق، التي عبّرت عن سخطها على الأوضاع داخل النادي وطالبت بمحاسبة المسؤولين.
منذ صافرة البداية، بدا النادي الإفريقي عاجزًا عن مجاراة نسق الاتحاد المنستيري، الذي فرض سيطرته على مجريات اللقاء، وتمكّن من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة عبر كل من حازم المستوري، مهدي القنوني، وأيمن الحرزي، بينما لم يُظهر لاعبو الإفريقي أي ردة فعل حقيقية، حتى بعد طرد مهاجمهم فهد المسماري في الدقيقة 51، والذي زاد من تعقيد مهمّتهم.
غضب جماهيري واستقالة جماعية لهيئة النادي الافريقي
وتفيد المعطيات القادمة من داخل كواليس النادي بأن القرار بالاستقالة تم اتخاذه مباشرة بعد نهاية المباراة، في ظل الضغط الجماهيري الكبير والدعوات إلى التغيير الجذري. جماهير الإفريقي، التي تُعرف بولائها الشديد ومساندتها للفريق، اعتبرت أن ما حصل لا يمكن السكوت عنه، خاصة في ظل غياب مشروع رياضي واضح، وتكرار نفس الأخطاء الإدارية والفنية.
وينتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن هذه الاستقالة في الساعات القليلة القادمة، على أن تتولى جامعة كرة القدم أو الأطراف المعنية تكليف هيئة تسيير وقتية تكون مهمتها تأمين المرحلة القادمة، وضمان الحد الأدنى من الاستقرار الإداري، في انتظار إعادة هيكلة شاملة داخل النادي.
ويرى متابعون أن الإفريقي في حاجة ملحة اليوم إلى "وقفة مصارحة"، وإطلاق مشروع إصلاحي حقيقي يعيد للفريق بريقه، ويُعيد بناء الثقة بين الجماهير والإدارة، ويضع حدًا لسلسلة الانتكاسات المتكررة التي أثرت على صورة واحد من أعرق الأندية التونسية.