أحدث المسلسل التونسي "الفتنة" تفاعلًا واسعًا بين المشاهدين منذ انطلاق عرضه في شهر رمضان، حيث أثارت الحلقات الخمس الأولى جدلًا بين من اعتبره عملًا جريئًا يتناول قضايا اجتماعية حساسة، وبين من وجه انتقادات لبعض التفاصيل المطروحة، خصوصًا بعد مشهد طبي أثار تساؤلات حول دقته العلمية.
"الفتنة" هو مسلسل درامي يتألف من 20 حلقة، يتناول مواضيع عائلية معقدة تتعلق بالميراث والصراعات العائلية، إضافة إلى مشاهد تسلط الضوء على الجوانب النفسية والعاطفية للشخصيات. ويضم العمل نخبة من الممثلين التونسيين، من بينهم ريم الرياحي، كوثر الباردي، نجيب بلقاضي، نجلاء بن عبد الله، محمد مراد، محمد علي بن جمعة، والسيدة منى نور الدين، في تجربة إخراجية جديدة للمخرجة سوسن الجمني.
بعد عرض الحلقة الخامسة، انطلقت موجة من التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تركزت حول مشهد طبي أثار تساؤلات من المختصين والجمهور. في هذا المشهد، ظهرت منى نور الدين في دور "دوجة"، وهي تتعرض لحالة إغماء بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، فتقوم الممرضة بحقنها بالأنسولين.
أثار هذا المشهد انتقاد الأطباء والمتابعين، الذين أشاروا إلى أن الأنسولين يُستخدم لتخفيض مستوى السكر في الدم، وليس لعلاج انخفاضه، ما يجعل هذا الخطأ غير دقيق من الناحية العلمية. وانتشرت تعليقات عديدة من مختصين في المجال الصحي يحذرون من إمكانية ترسيخ معلومات خاطئة لدى الجمهور، مما قد يؤدي إلى تصرفات غير صحيحة عند التعامل مع حالات مماثلة في الواقع.
وفي هذا السياق، كتب الدكتور ذاكر لهيذب، طبيب معروف في تونس، تعليقًا قال فيه:
"يبدو أن هناك خطأ طبي في أحد مشاهد مسلسل "الفتنة"، حيث تم حقن شخصية تعاني من هبوط في مستوى السكر بالأنسولين، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. الرجاء لفت الانتباه إلى هذه النقطة، لأن الدراما لها تأثير كبير على وعي المشاهدين."
رغم هذا الجدل، يواصل "الفتنة" جذب المشاهدين، حيث أثنى العديد منهم على قوة الأداء التمثيلي، واعتبروا أن العمل يقدم صورة واقعية للصراعات العائلية والمجتمعية. في المقابل، دعا آخرون إلى مزيد من التدقيق في التفاصيل العلمية والمهنية لضمان تقديم محتوى أكثر دقة، خاصة في المشاهد التي قد تؤثر على سلوك الجمهور.
ويبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان فريق الإنتاج سيقوم بتوضيح هذا الخطأ أو تصحيحه في الحلقات القادمة، خاصة بعد تصاعد الجدل حوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.