شهدت تونس في اليومين الماضيين نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا، حيث سجل المعهد الوطني للرصد الجوي أربع هزات أرضية في مناطق متفرقة من البلاد. وقال رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء، حسّان الحامدي، في مداخلة إذاعية على موجات "موزاييك أف أم"، أن هذا النشاط الزلزالي يعد ضمن الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها تونس نتيجة لحركات الصفائح التكتونية في المنطقة.
تفاصيل الهزات الأرضية الأخيرة
وقعت يوم 17 فيفري 2025 على الساعة 20:14 بالتوقيت المحلي في منطقة المحرس بولاية صفاقس. كانت هذه الهزة بقوة 2.7 درجة على سلم ريشتر، ولم تسجل أي أضرار مادية أو إصابات بشرية.
في نفس اليوم، وتحديدًا عند الساعة 22:45، سجلت هزة قوية في المكناسي بولاية سيدي بوزيد، حيث بلغت قوتها 4.1 درجة على سلم ريشتر. تعتبر هذه الهزة الأقوى في سلسلة الهزات الأخيرة، وقد أثارت القلق في المنطقة، لكن لم ترد تقارير عن أضرار جسيمة.
في 17 فيفري 2025، على الساعة 23:10، تم تسجيل هزة أرضية أخرى في منطقة السند بولاية قفصة، بقوة 2.2 درجة على سلم ريشتر، وهي هزة ضعيفة نسبيًا، ولم تكن لها تأثيرات كبيرة.
في 18 فيفري 2025، وعلى الساعة 01:52 فجراً، وقعت هزة في غار الدماء بولاية جندوبة، حيث بلغت قوتها 2.5 درجة على سلم ريشتر. وقد سجلت هذه الهزة في وقت متأخر من الليل، ولم تثير أي ذعر بين السكان.
أوضح الخبير الجيولوجي حسّان الحامدي أن هذا النشاط الزلزالي يعتبر جزءًا من النشاط الطبيعي للصدوع الجيولوجية في تونس. وتعود هذه الحركات إلى التفاعل بين الصفائح التكتونية الإفريقية والأوروبية، وهي ظاهرة طبيعية تحدث على مر الزمن في المناطق التي تشهد تصدعات جيولوجية. وأضاف أن الزلزال الأقوى الذي وقع في المكناسي يعود إلى صدع نشط يمتد بطول 32 كيلومترًا عبر البلاد، ويعتبر جزءًا من شبكة فوالق جيولوجية تمتد عبر العديد من المناطق التونسية.
وأكد الحامدي أن النشاط الزلزالي في تونس ليس ظاهرة نادرة، بل هو جزء من النشاط الجيولوجي المستمر في المنطقة. ورغم أنه لا يشكل تهديدًا كبيرًا على المدى القصير، إلا أن السلطات المعنية تواصل متابعة هذه الظواهر لتقييم أي احتمالات مستقبلية.
أوصت السلطات المختصة المواطنين في المناطق المعرضة للهزات الزلزالية بضرورة البقاء على يقظة والاطلاع على المعلومات التي تقدمها الجهات الرسمية بشأن أي نشاط زلزالي في المستقبل. في الوقت نفسه، تدعو الهيئة الوطنية للرصد الجوي إلى ضرورة متابعة التوقعات اليومية والنشرات الخاصة بالظواهر الطبيعية التي قد تشهدها البلاد.