رحيل المخرج والمسرحي القدير الفاضل الجزيري (فيديو)

 



توفي اليوم الاثنين 11 أوت 2025 ، الممثل والمخرج والمسرحي  الكبير الفاضل الجزيري، عن عمر ناهز 77 عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.


وكان الفاضل الجزيري قد خضع مؤخرًا لعملية قلب مفتوح معقدة، وفق ما أفادت عائلته، حيث أبلغ الطاقم الطبي حينها أن فترة النقاهة ستستغرق وقتًا طويلًا. وقد مكث لأسابيع بالمستشفى العسكري بتونس، تحت رعاية طبية دقيقة ومتابعة حثيثة لكل تطورات حالته الصحية، بحسب بيان صادر عن عائلته بتاريخ 3 جويلية 2025.


الفاضل الجزيري يُعد واحدًا من أبرز المخرجين وأصحاب الرؤية الإبداعية الاستثنائية في تونس والعالم العربي، إذ كان دقيقًا في تفاصيل أعماله، محبوبًا من أبناء جيله والجيل الجديد على حد سواء، وظل طوال مسيرته منفتحًا على التجارب الفنية المتنوعة.


بدأت مسيرته المسرحية الأولى في دار الثقافة ابن خلدون، وشارك في مسرحية مراد الثالث لعلي بن عياد وحبيب بولعراس. ثم واصل دراسته في لندن بمنحة دراسية، وعند عودته لتونس أسهم في تأسيس مسرح الجنوب بقفصة سنة 1972، رفقة فاضل الجعايبي، جليلة بكار، رجاء فرحات، ومحمد إدريس.


وفي عام 1976 أسس مع فاضل الجعايبي والحبيب مسروقي مسرح تونس الجديد، حيث قدموا أعمالًا بارزة مثل العرس، غسّالة النوادر، عرب والكريطة، بمشاركة نخبة من الفنانين منهم لمين النهدي، كمال التواتي، عبد الحميد قياس، وتوفيق البحري.


ورغم خوضه بعض التجارب التمثيلية، كان الجزيري يفضل البقاء خلف الكاميرا. شارك بالتمثيل في أفلام ترافيرسي (عبور) لمحمود بن محمود سنة 1981، سجنان لعبد اللطيف بن عمار، والميسيا لروبرتو روسيليني، قبل أن ينتقل للإخراج السينمائي، حيث قدم فيلمه الطويل الأول ثلاثون سنة 2007، مسلطًا الضوء على جيل الثلاثينات في تونس.


في المسرح، أنجز أعمالًا بارزة من بينها العرس والورثة (1976)، التحقيق (1977)، وغسّالة النوادر (1980). كما حقق نجاحًا كبيرًا مع مسرحية العوادة سنة 1989، التي نالت جائزة الإخراج المسرحي في أيام قرطاج المسرحية لعام 1990.


عرف الجزيري أيضًا بعروضه الموسيقية المبتكرة، أبرزها عرض النوبة سنة 1990، الذي أعاد إحياء التراث الموسيقي الشعبي التونسي وقدم في افتتاح مهرجان قرطاج سنة 1991، ليظل محفورًا في الذاكرة الثقافية التونسية.


وفي السينما، أخرج أعمالًا لاقت إشادة نقدية مثل خسوف (2014)، الذي حصد جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الإسكندرية 2016، وفيلم القيرة الذي عرض في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2019. وكان من بين أحلامه إنتاج فيلم عن اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، كما أسس مركز الفنون بجربة ليكون منارة للإبداع الفني.


رحل الفاضل الجزيري تاركًا إرثًا فنيًا وثقافيًا غنيًا سيبقى حاضرًا في ذاكرة التونسيين والعالم العربي، وسيظل اسمه رمزًا للإبداع والتجديد.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال