شهدت مدينة صفاقس مساء الأربعاء 16 جويلية 2025 فاجعة أليمة، راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 32 سنة يُدعى أشرف، إثر اندلاع حريق مفاجئ داخل محل لبيع العطورات بمنطقة 5 أوت وسط المدينة، وفق ما أفاد به مصدر مسؤول من الحماية المدنية.
وأوضح المصدر أن النيران اندلعت بشكل سريع داخل المحل التجاري، مما أدى إلى محاصرة الشاب داخله، حيث أصيب بحروق خطيرة. وعلى الرغم من التدخل السريع لوحدات الإسعاف، إلا أن الضحية فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، متأثرًا بجروحه البليغة.
وبينما لا تزال أسباب الحريق مجهولة إلى حين استكمال التحقيق، فتحت الوحدات الأمنية تحقيقًا عاجلًا لتحديد الملابسات والظروف المحيطة بالحادثة، خاصة في ظل الحديث عن وجود مواد سريعة الاشتعال بالمكان.
وتمكنت وحدات الحماية المدنية من السيطرة على ألسنة اللهب ومنع انتشارها إلى المحلات المجاورة، في وقت خيم فيه الحزن والأسى على المنطقة وسكانها، وسط صدمة كبيرة لدى كل من عرف الفقيد.
"راجلي داخل... خرجولي راجلي": شهادة مؤلمة من قلب المأساة
في محيط مركز Isams Sfax، كانت لحظات الرعب حاضرة بكل تفاصيلها. روايات شهود العيان تكشف عن مشاهد صادمة عاشها عدد من المواطنين الذين كانوا بالقرب من موقع الحريق.
يقول أحد الشهود:
"كنت أنا وزميلي نحضّر القهوة في المحل المجاور، وفجأة سمعنا صراخًا وتهشيم زجاج. اعتقدنا أنها مشاجرة، لكن ما لبث أن انفجر البلور أمامنا، وتطايرت الشظايا، وعندها فهمنا أن هناك حريقًا."
ويضيف:
"خرجت فتاة تصرخ وساقاها تشتعل، حاولنا مساعدتها بإطفاء النار، وكانت تردد كلمات لن تُمحى من ذاكرتنا: 'راجلي داخل... خرجولي راجلي'، في نبرة ألم لا توصف."
وأكد أن عدّة محاولات جرت من الحاضرين للدخول إلى المحل، لكن النيران كانت قد التهمت المكان بالكامل، وسط تصاعد الدخان واختناق شديد بفعل رائحة الكحول والمواد القابلة للاشتعال.
حتى محاولات استخدام طفايات الحريق لم تفلح كثيرًا، فقد استعرت النيران من جديد بعد دقائق، وازدادت صعوبة الإنقاذ مع اشتعال الأسلاك الكهربائية وسقوط أجزاء من السقف.
من فرحة الهدية إلى الحزن العميق
ما زاد من ألم الواقعة، أن الشاب أشرف كان حديث الزواج، وقد تداول عدد من أصدقائه على منصات التواصل الاجتماعي أنه أهدى زوجته قبل أيام فقط سيارة مرسيدس، في لحظة فرح وثّقوها بفخر وسعادة.
لكن القدر كان له كلمة أخرى... وتحولت الفرحة إلى حداد، والحياة التي بدأت لتوها، انطفأت داخل ألسنة اللهب.
رحيل الشاب أشرف فجأة وفي ظروف مأساوية، خلّف حالة من الحزن العميق في صفاقس، خاصة بين أصدقائه وأقاربه الذين عبّروا عن ألمهم وذهولهم من الحادثة.
وتداول كثيرون عبر مواقع التواصل صورًا ومقاطع مؤثرة رثوا فيها الفقيد، داعين له بالرحمة ولأسرته بالصبر والثبات.
إنا لله وإنا إليه راجعون… رحم الله أشرف وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.