أدانت المملكة المغربية، يوم الإثنين 23 جوان 2025، الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية في دولة قطر، والذي نُسب إلى الحرس الثوري الإيراني، واعتبرته انتهاكًا سافرًا لسيادة قطر ومجالها الجوي.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، ونقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، عبّرت المملكة عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ"الهجوم الصاروخي السافر"، مؤكدة تضامنها التام مع دولة قطر إزاء أي تهديد يطال أمنها واستقرارها وطمأنينة مواطنيها.
وكان التلفزيون الحكومي الإيراني قد أعلن مساء اليوم ذاته عن بدء عملية عسكرية استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية، الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة. وأفاد بأن الهجوم نُفذ باستخدام صواريخ باليستية، وأن ثلاث صواريخ على الأقل أصابت أهدافًا داخل القاعدة، بحسب ما ورد في المصادر الرسمية الإيرانية.
ولم تُعلن بعد وزارة الدفاع القطرية أو الجانب الأمريكي عن حجم الخسائر أو مدى الأضرار التي لحقت بالقاعدة، في حين تؤكد مصادر مطلعة أن القاعدة كانت قد رفعت مستوى التأهب الأمني في وقت سابق نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية.
تُعد قاعدة العديد الجوية من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وتضم نحو 8000 جندي أمريكي، إضافة إلى منشآت لوجستية واستخباراتية ومراكز قيادة جوية. كما تلعب القاعدة دورًا محوريًا في العمليات الأمريكية في المنطقة، خصوصًا في ظل الأوضاع المتقلبة في الخليج.
وإلى جانبها، تتمركز القوات الأمريكية في أكثر من 40 قاعدة أخرى موزعة في دول عدة بالمنطقة، بما في ذلك الكويت، البحرين، الإمارات، والعراق، ليصل إجمالي القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط إلى نحو 40 ألف جندي.
ويأتي هذا التصعيد الإيراني في سياق تزايد التوتر العسكري بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما بعد أن نفّذت واشنطن فجر الأحد الماضي غارات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في كل من فوردو، نطنز، وأصفهان، وذلك في إطار ردّها على الهجمات الإيرانية التي طالت إسرائيل في وقت سابق.
تُقابل هذه التطورات العسكرية بردود فعل إقليمية ودولية داعية إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع تهدد الأمن والسلم الدوليين.