عبّر "أسامة"، عم الطفلة مريم ذات الثلاث سنوات التي جرفتها المياه بشاطئ عين غرنز في قليبية، عن استيائه الشديد ممّا يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من اتهامات لوالدة الطفلة بالتقصير، واصفًا ذلك بالمغالطات الجارحة. وأكد في تصريح لبرنامج "صباح الناس" اليوم الاثنين 30 جوان 2025، أن العائلة تمرّ بظروف نفسية صعبة، وأن التعليقات التي تطعن في مسؤولية الوالدين لا تراعـي حجم الفاجعة.
وأوضح أسامة أنه كان حاضرًا أثناء الواقعة، وأن الطفلة "مريم" كانت تسبح داخل عوامة مطاطية مربوطة بخيط إلى ملابس والدتها، كإجراء احترازي لتفادي أي خطر. وقال: "كنا نسبح بالقرب من الشاطئ، وكانت الأجواء هادئة في البداية، ولم يكن هناك ما ينذر بالخطر".
وأضاف: "فجأة هبّت رياح قوية أشبه بعاصفة صغيرة، حملت معها ألعاب الأطفال ودفعت بالعوامة إلى داخل البحر، لتنفصل الطفلة عن والدتها بعد أن انقطع الخيط".
وواصل أسامة شهادته قائلاً: "تدخّل والد الطفلة على الفور وحاول اللحاق بها سباحة، وظلّ يصارع الأمواج لأكثر من 40 دقيقة، وكان على وشك الغرق لولا تدخلي، لكن للأسف لم تكن الحماية المدنية حاضرة في الوقت المناسب، ووصلت إلى المكان متأخرة رغم خطورة الوضع".
وفي نداء مؤثّر، دعا عم الطفلة جميع الغواصين والبحارة من قليبية ونابل إلى معاضدة جهود البحث والإنقاذ، قائلًا: "نحن في حاجة ماسة لكل من يستطيع المساعدة.. الوقت يمضي، والأمل لا يزال قائمًا".
وفي سياق متّصل، أكدت مصادر من الحرس البحري أن عملية البحث عن الطفلة لا تزال متواصلة، بمشاركة وحدات من الحرس وجيش البحر والحماية المدنية، إلى جانب الاستعانة بمروحية عسكرية لتكثيف عمليات التمشيط الجوي. كما تم توجيه نداء إلى جميع مراكب الصيد والبحارة للمساعدة في عمليات الرصد والبحث في عرض البحر.
ويُشار إلى أن سواحل الوطن القبلي شهدت خلال الأيام الماضية رياحًا شمالية قوية تسببت في اضطراب البحر، وأسفرت عن وقوع عدة حوادث مأساوية، من بينها غرق أربع فتيات في شاطئ سليمان، إلى جانب فقدان الطفلة "مريم" في قليبية، ما يعيد تسليط الضوء على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة بالشواطئ وتحسين سرعة التدخل في حالات الطوارئ.