في حدث تاريخي غير مسبوق، أعلن الفاتيكان مساء الخميس 8 ماي 2025 عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أمريكي يتقلّد هذا المنصب الروحي الأعلى في العالم.
وقد اختار البابا الجديد اسم ليون الرابع عشر ليكون الاسم البابوي الذي سيُعرف به خلال فترة حبريته، في إشارة رمزية يُعتقد أنها تستحضر قوة وإصلاحات البابا ليون الثالث عشر في القرن التاسع عشر، والذي كان أحد أبرز دعاة العدالة الاجتماعية في التاريخ الكاثوليكي الحديث.
وجاء انتخاب بريفوست بعد انعقاد المجمع المغلق (الكونكلاف) بمشاركة الكرادلة من مختلف أنحاء العالم، في أعقاب شغور الكرسي الرسولي. وقد رُحّب بهذا الاختيار في عدد من الأوساط الكنسية والإعلامية، باعتباره تحولًا تاريخيًا نحو تمثيل أكثر شمولًا للطوائف والمؤمنين الكاثوليك حول العالم، لا سيما في القارة الأمريكية.
من هو ليون الرابع عشر؟
البابا روبرت فرنسيس بريفوست، المعروف الآن باسم ليون الرابع عشر، وُلد في الولايات المتحدة عام 1959، وانتمى إلى رهبنة القديس أوت، وهي من أعرق الرهبنات الكاثوليكية. حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة القديس توما الأكويني في روما، وبرز لاحقًا كمفكر لاهوتي ومصلح هادئ داخل الكنيسة. شغل منصب أسقف شيكاغو قبل أن يُستدعى إلى الفاتيكان لتولي مسؤولية مجمع الأساقفة، حيث عُرف بمواقفه المعتدلة ودعمه المتواصل لقضايا الفقراء والمهاجرين والحوار بين الأديان.
قوبل انتخاب البابا الأمريكي الجديد ليون الرابع عشر بترحيب واسع على الصعيد الدولي، إذ عبّرت العديد من الدول والمنظمات الدينية والحقوقية عن أملها في أن يكون عهده بداية جديدة لتعزيز قيم السلام، والعدالة الاجتماعية، والحوار بين الثقافات. كما أثنى مراقبون على مسيرته المتزنة، مشيرين إلى أنه قد يُشكّل مرحلة مهمة في تاريخ الكنيسة، خصوصًا في ظل التحديات الأخلاقية والإنسانية التي يواجهها العالم المعاصر.
ومن المنتظر أن يُلقي البابا ليون الرابع عشر أول خطاب رسمي له أمام الجماهير من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يُتوقع أن يُوجّه فيه رسالة أمل ووحدة للعالم الكاثوليكي.
المصدر: buzznewstunisia.net