أثارت تدوينات الإعلامي باسل ترجمان، التي ألمح فيها إلى أن وفاة مغني الراب التونسي كافون تعود إلى تعاطي المخدرات، عاصفة من الاستنكار والغضب في الأوساط الفنية والإعلامية والشعبية، وُصفت بأنها "سقطة أخلاقية" و"تشويه لذكرى ميت".
وكان ترجمان قد نشر تدوينة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها إن "من يمجدون شخصًا مات نتيجة المخدرات يرسّخون ثقافة الانحطاط"، دون أن يذكر اسم كافون صراحة، لكنه أرفقها بإشارة واضحة ربطت التصريح بوفاته التي وقعت منذ أيام قليلة، بعد مسيرة فنية حفلت بالنجاحات رغم معاناته الصحية المزمنة.
سرعان ما انتشرت التدوينة على نطاق واسع، وأثارت استياء جمهور كافون وزملائه في الساحة الفنية، الذين اعتبروا ما ورد فيها "طعنة في ظهر فنان لم يُتح له الدفاع عن نفسه"، مؤكدين أن مثل هذه التصريحات "لا تليق بصحفي يُفترض أن يتحلى بأخلاقيات المهنة".
واستنكر العديد من النشطاء ما كتبه ترجمان، مؤكدين أن "حتى في الموت، لا يسلم الطيبون من التشويه"، فيما دعا آخرون إلى حملة تطالب الإعلامي بحذف التدوينة وتقديم اعتذار علني لعائلة الفقيد احترامًا لحرمة الموتى ولمشاعر ذويه ومحبيه.
في المقابل، دافع بعض المتابعين عن حق الإعلامي في التعبير عن رأيه، لكنهم شددوا على أن "الحرية لا تعني القسوة ولا تعني الخوض في خصوصيات الموتى دون دليل أو احترام"، مؤكدين أن السياق العام يتطلب حساسية أكبر في التعامل مع الفقدان الجماعي، خصوصًا حين يتعلق بشخصية عامة لها تأثير ثقافي وفني على شرائح واسعة من المجتمع.
في خضم هذا الجدل المتصاعد، كشف الإعلامي أنيس مرعي عبر منشور على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك أن مؤسسة الإذاعة التونسية قد قررت رسميًا إنهاء تعاونها مع باسل ترجمان. وأشار مرعي إلى أن هذا القرار لم يكن نتيجة التدوينة الأخيرة فقط، بل جاء أيضًا بعد "تراكم تجاوزات لفظية وسلوكية" نسبت للإعلامي داخل المؤسسة خلال الأشهر الماضية.
وقال مرعي: "وصلني توا أنه وقع التخلي عن خدمات الباسل الوقح من قبل مؤسسة الإذاعة التونسية، وذلك بعد كمية الشتم اللي تعرضت لها الإذاعة مش اليوم فقط، ولكن منذ أشهر". واعتبر أن النهاية كانت "حتمية" بسبب ما وصفه بـ"انحدار مستوى الخطاب الإعلامي" لدى ترجمان.
ويعكس هذا القرار – وإن لم يصدر بعد في بيان رسمي من إدارة الإذاعة – حالة من الحرج والرفض داخل المؤسسة تجاه أسلوب ترجمان، لا سيما في ظل التأثيرات السلبية التي خلفتها تصريحاته على صورة الإذاعة والثقة العامة بها.
وكان الفنان كافون قد توفي بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 45 عامًا، وسط موجة من الحزن العارم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد نعاه عدد كبير من الفنانين والممثلين والإعلاميين برسائل مؤثرة، مؤكدين أن أغانيه شكّلت مرآة صادقة لواقع الشباب التونسي، ومثّلت صوت المهمشين والمحرومين.
وتميّز كافون في مسيرته الفنية بأسلوبه المختلف والصريح، وحرصه على توظيف الفن للتعبير عن القضايا الاجتماعية. كما عُرف بعلاقاته الطيبة مع زملائه وتواضعه الكبير، مما جعل وفاته خسارة فنية وإنسانية فادحة في الوسط الثقافي التونسي
المصدر: buzznewstunisia.net
باسل ترجمان يثير الجدل: "كافون" توفى نتيجة تعاطى المخدرات.. (فيديو)