في ظهور إعلامي نادر، عادت نسرين بن علي، ابنة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، إلى الواجهة من خلال فيلم وثائقي جديد يُسلّط الضوء على محطات من حياة مغني الراب كريم الغربي، المعروف فنيًا باسم K2Rhym، ويكشف تفاصيل علاقتهما المثيرة للجدل وزواجهما الذي ظل لسنوات حديث الأوساط السياسية والاجتماعية في تونس وخارجها.
الوثائقي، الذي لا يزال في مرحلة الترويج ولم يُعرض بعد بشكل رسمي، يقدّم شهادة صريحة ونادرة لنسرين، تُحاكي فصولًا خاصة ومشحونة بالعاطفة والتوتر السياسي، من أبرزها تفاصيل زواجها من K2Rhym، الذي وصفته بأنه "كان غير مرحّب به" داخل العائلة، مؤكدة أنه تم في ظل سلطة تتحكم في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في حياتها الشخصية، في إشارة واضحة إلى طبيعة النظام العائلي الحاكم آنذاك.
لكن اللحظة الأبرز في الشهادة، كانت عندما تحدثت نسرين عن الأيام الأخيرة من حكم والدها خلال ثورة جانفي 2011، حيث وصفت الأجواء داخل القصر الرئاسي بـ"المشحونة بالرعب والذهول"، قائلة:
"كنا نتابع ما يحدث في الشوارع عبر الشاشات، ولم نصدق ما نراه. والدي قال لي: إذا سمعتِ عن وفاتي، لا تصدقي. كان يحاول أن يبدو قويًا، لكن الحقيقة أننا كنا نعيش حالة من الإنكار والهلع."
هذه الشهادة غير المسبوقة تُعتبر من المرات القليلة التي تتحدث فيها شخصية من العائلة الرئاسية السابقة عن أحداث الثورة من داخل أسوار السلطة، ما يمنح الوثائقي أهمية خاصة من حيث الرؤية الإنسانية للأحداث السياسية.
من المتوقع أن يُثير الوثائقي عند عرضه الرسمي جدلاً واسعًا، نظرًا لرمزية الشخصيتين: نسرين، ابنة رجل حكم تونس لأكثر من عقدين، وK2Rhym، فنان الراب الذي كان بعيدًا عن النخبة السياسية لكنه صار في قلب العاصفة بعد ارتباطه بها.
ويطرح الفيلم أسئلة عن تقاطع الحياة الخاصة بالحياة العامة، وعن كيفية استخدام العلاقات الشخصية كأداة تأثير أو كعبء سياسي.
تُعد هذه الشهادة واحدة من أندر الشهادات الحية من داخل الدائرة الضيقة للسلطة خلال الثورة التونسية، في وقت لا تزال فيه الذاكرة الوطنية منقسمة بشأن تقييم مرحلة بن علي، بين من يرى فيها فترة استقرار وتنمية، ومن يعتبرها زمنًا للاستبداد والقمع.
الوثائقي ليس فقط سيرة شخصية، بل هو محاولة لفهم تأثير السلطة على القرارات الخاصة، وكيف يمكن لثورة شعبية أن تُغير مسار عائلات بأكملها كانت ذات يوم في قمة الهرم السياسي.
Tags
المشاهير