بعد مرور ثلاثة أيام على وفاة الفنان التونسي أحمد العبيدي، المعروف باسم "كافون"، لا تزال مشاعر الحزن والأسى تخيم على محبيه وزملائه في الوسطين الفني والثقافي، في وقتٍ عبّرت فيه زوجته، الأستاذة الجامعية إلهام الشيحي، عن ألمها الكبير برحيله عبر رسالة مؤثرة نشرتها على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك.
جاءت كلمات الشيحي كوثيقة حب ووفاء، خطّتها من قلب موجوع، تروي فيها تفاصيل السنوات الصعبة التي عاشها الزوجان سويًا، لا سيما خلال فترة مرض الفنان، والتي تحمّلاها جنبًا إلى جنب. كتبت تقول:
“يا رفيق دربي، يا شريك ألمي... كنا نواسي بعضنا في الليل الطويل، نحمل أوجاعنا على الأمل والدعاء... رحلت، وتركتني أقاوم الألم وحدي... اللهم اجبر كسري، وبلّغ زوجي سلامي، واكتب له جنة تليق بقلبه الطيب”.
هذه الكلمات الصادقة لامست قلوب آلاف المتابعين الذين تفاعلوا معها بشكل واسع، مبدين تعاطفهم الكبير مع الفقد الجلل، ومثمنين في الوقت ذاته ما قدّمه كافون من أعمال فنية جسّدت الواقع ونبض الشارع التونسي.
وقد توفي كافون يوم السبت 10 ماي 2025، عن عمر ناهز 43 عامًا، بعد صراع مرير مع المرض. وأصدرت وزارة الشؤون الثقافية بيان نعي جاء فيه:
“تنعى وزارة الشؤون الثقافية، بكل حسرة وأسى، الفنان أحمد العبيدي المعروف باسم كافون... وتتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلته والأسرة الفنية الموسّعة”.
ويُعتبر كافون من أبرز الفنانين الذين أثّروا في الساحة الموسيقية التونسية، حيث اشتهر بأغانيه ذات الطابع الواقعي مثل "حوماني" و"معليش" و"الأيام"، كما عُرف بإعادة تقديم الأغاني التراثية بأسلوب عصري جذب الجمهور من مختلف الأجيال. وإلى جانب الغناء، شارك الراحل في عدد من المسلسلات التونسية الناجحة، أبرزها "النوبة"، "كان يا ما كانش"، و"قسمة وخيان".
برحيل كافون، تفقد الساحة الفنية نجمًا شعبيًا، وصوتًا صدح بقضايا الشارع، وإنسانًا عاش المحنة بصبر، وترك أثرًا لا يُمحى في قلوب جمهوره ومحبيه.
المصدر: buzznewstunisia.net