تلميذة تساعد والدتها في بيع خبز الطابونة وتثير تفاعل التونسيين :"ربي ينجحك وترفعلها راسها.." (فيديو)



أثارت صور لتلميذة تونسية وهي تراجع دروسها في الشارع بينما تبيع خبز "الطابونة" لمساعدة والدتها، تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تونس، حيث تحوّلت إلى رمز للكفاح والطموح وسط ظروف اجتماعية صعبة.


وتبيّن أن الطفلة تلميذة بالسنة التاسعة أساسي وتدرس حاليًا درسًا في مادة الجغرافيا حول "المشهد الحضري والمشهد الريفي"، وتجلس إلى جانب عربة صغيرة مصنوعة من صناديق بلاستيكية، فوقها صندوق موز يحمل أرغفة خبز طابونة، فيما تحمل بين يديها كراس التمارين وقلمًا أزرق.


المشهد الذي وثّقته عدسة مواطن عابر، أثار موجة تعاطف وإعجاب، حيث اعتبره كثيرون دليلاً على عزيمة أطفال تونس في مواجهة صعوبات الحياة. وكتب أحد المعلقين: "من صلب الفقر والمعاناة يولد النجاح. محلاها، وإن شاء الله نشوفوها في أعلى المراتب".


اعتبر الكثيرون أن هذه التلميذة تمثل النموذج الحقيقي للمرأة التونسية المكافحة منذ الصغر، حيث كتبت ناشطة: "امرأة شامخة لم تثنها نظرات أقرانها ومرور المارة، بل رفعت رأسها ورفعت معها صورة الكادحين في هذا الوطن".


فيما قال آخر: "ربي ينجحك ويعطيك الوقت الطيب يا بنت تونس.. العين تدمع فرحًا وحزنًا في نفس الوقت".


ولكن.. أصوات أخرى تدق ناقوس الخطر


في المقابل، أشار البعض إلى أن هذا المشهد، رغم ما فيه من قوة وإلهام، يكشف عن وضع اجتماعي واقتصادي خطير يتمثل في اضطرار الأطفال للعمل لمساندة أسرهم، وهو ما اعتبره البعض "قصورًا في منظومة الحماية الاجتماعية".


وكتب معلق على فيسبوك: "يجب أن يكون مكان هذه التلميذة في قاعة دراسة هادئة، لا في الشارع وسط الضجيج والتعب. العبرة ليست فقط في الكفاح، بل في ضرورة أن نوفر لتلاميذنا بيئة تعليمية لائقة تحفظ كرامتهم".



على ضوء هذا التفاعل، دعا عدد من النشطاء إلى تبني مبادرات دعم لهذه الطفلة وعائلتها، سواء عبر توفير منح دراسية أو مساعدات اجتماعية من المجتمع المدني أو السلطات المحلية.


في النهاية، تظل صورة "بائعة خبز الطابونة الصغيرة" محفورة في ذاكرة التونسيين كرمز للتحدي والصمود، وتذكيرًا بأن مستقبل البلاد يُبنى بإرادة أطفالها.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال