كشف رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، لطفي الرياحي، اليوم الإثنين 28 أفريل 2025، أن تكاليف الزواج في تونس باتت تشكّل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر والشباب، في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وتزايد الضغط الاجتماعي.
وأوضح الرياحي، في تصريح لإذاعة "إكسبراس"، أن تكلفة الزواج قد تبلغ 55 ألف دينار، وذلك استنادًا إلى مجموعة من المصاريف الأساسية والاختيارية التي تُلازم العرس التونسي التقليدي.
تفاصيل مصاريف الزواج:
- الخطبة والمهر: قد تصل تكلفة المهر إلى 3 آلاف دينار، خصوصًا إذا احتُسب ثمن خاتم الخطوبة الذي يتراوح وزنه بين 3 و6 غرامات من الذهب، بسعر يقارب 900 دينار للغرام الواحد.
- الذهب والتجهيزات: قد تبلغ تكلفة الذهب ما بين 12 و14 غرامًا، بقيمة تقديرية تتجاوز 4 آلاف دينار. أما تجهيزات المنزل الأساسية مثل الثلاجة، آلة الغسيل، والأثاث، فتتراوح بين 4 إلى 5 آلاف دينار.
- الاحتفالات: تُقدَّر تكاليف قاعات الأفراح بين 7 إلى 12 ألف دينار، إلى جانب مصاريف الحنة، السهرة والعشاء التي قد تُكلّف العائلة من 5 إلى 6 آلاف دينار إضافية.
- المظاهر الاجتماعية: الرغبة في تنظيم "عرس فاخر" يعكس الوضع الاجتماعي ترفع من الكلفة النهائية. ومن بين هذه المصاريف، نفقات الذبائح التي تُقدّر بـ1500 دينار أو أكثر، والملابس، والهدايا المختلفة.
الشباب بين التحديات والدعم العائلي
أشار رئيس المنظمة إلى أن هذه الأعباء المالية الثقيلة تدفع العديد من الشباب للاعتماد على دعم عائلاتهم من أجل إتمام مشروع الزواج. كما أن بعضهم يضطر إلى تأجيل الزواج سنوات طويلة رغم الاستقرار المهني، نظرًا لصعوبة توفير مثل هذه المبالغ.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية وارتفاع نسب التضخم، لاحظ الرياحي أن سن الزواج في تونس بدأ يقترب من الأربعين عامًا لدى بعض الفئات، ما يُنذر بتحولات اجتماعية عميقة قد تؤثر على النسيج الأسري في المستقبل.
دعوة للتخطيط وترشيد المصاريف
وفي ختام تصريحه، دعا لطفي الرياحي العائلات التونسية إلى التخفيف من وطأة التكاليف الباهظة، والعمل على ترشيد المصاريف والتخطيط المالي المسبق للزواج، سواء عبر الادخار، أو إقامة مشاريع صغيرة تساعد على بناء قاعدة مادية صلبة.
كما شدّد على أهمية إعادة النظر في بعض المظاهر الاجتماعية التي لا تُعكس بالضرورة على نجاح الحياة الزوجية، مؤكدًا أن التعاون الأسري والواقعية في الإنفاق يمثلان خطوة ضرورية لتيسير الزواج للشباب في هذا الظرف الاقتصادي الصعب.