مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجه أنظار التونسيين إلى شاشات التلفزة لمتابعة الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية التي أصبحت جزءًا من الطقوس الرمضانية. إلا أن هذا الموسم شهد موجة انتقادات واسعة بسبب الإعلانات التجارية، سواء من حيث طول الفواصل الإشهارية أو طبيعة المحتوى المقدم.
عبر العديد من المشاهدين عن انزعاجهم الشديد من الفواصل الإشهارية الطويلة التي قطعت تسلسل الحلقات الأولى من المسلسلات الرمضانية، ما أثر على متعة المشاهدة وأثار حالة من التململ، حيث اعتبر البعض أن الأمر تجاوز الحدود المقبولة وأصبح ابتزازًا للمشاهدين.
في سياق آخر، أثارت ومضة إشهارية لإحدى شركات الاتصالات موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تضمنته من إيحاءات وعبارات اعتبرها البعض غير ملائمة للأجواء الرمضانية. وسرعان ما انتشرت التعليقات المنتقدة، ما دفع بالشركة المعنية إلى حذف اللقطة المثيرة للجدل استجابةً للانتقادات.
وكان الإعلامي إقبال الكلبوسي من بين الذين نددوا بمحتوى الإعلان، حيث نشر تدوينة عبر حسابه الشخصي قال فيها:
"ملا وقاحة!!! وفي رمضان...
أنا قادر على تحصين أبنائي من متابعة الكثير من الأعمال الرمضانية، لكني غير قادر على منعهم من متابعة الإشهار...
هناك إشهار لشركة اتصالات أقل ما يقال عنه إنه فجّ وقح ويخوض في قلة الحياء بالإيحاء... يوميًا نتجرع هذا السّم، والخطأ يقع على عاتقنا نحن المتابعين."
وبعد حذف المشهد المثير للجدل، عاد الكلبوسي ليعلق:
"ما حَذف المقطع الأخير من الإشهار إلا دليل على اقتناع تام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه...
أن نخطئ فنعتذر لا يعني أننا أشخاص سيئون، بل جيدون لأننا نحاول إصلاح أخطائنا، فليس من بشر معصوم عن الخطأ."
هذه الحادثة أعادت الجدل حول طبيعة المحتوى الإعلاني في رمضان، حيث يطالب كثيرون بضرورة وضع ضوابط تراعي خصوصية الشهر الكريم وتحترم قيم المجتمع، مع دعوات لإيجاد توازن بين تحقيق الأرباح الإعلانية والحفاظ على جودة المشاهدة.
الفيديو :