تم اليوم الخميس افتتاح أول مصنع متخصص في إنتاج الورق الحجري بشمال إفريقيا، وذلك في المنطقة الصناعية بحاجب العيون بولاية القيروان. كما تم الإعلان عن الشروع في تأسيس شركة أهلية جديدة تختص في تثمين الأحجار، والتي ستكون مسؤولة عن توفير المواد الأولية اللازمة لتشغيل المصنع. يعد هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحفيز النمو الاقتصادي في المنطقة، ويشكل إضافة هامة للصناعة المحلية.
وأكد مدير المصنع، هشام بوقيلة، في تصريح لبرنامج "الجوهرة أف أم"، أن المشروع يعد ذا أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث يُعتبر أول مشروع صناعي ينشط في هذه المنطقة بعد غلق مصنع النسيج منذ أكثر من 10 سنوات. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي عانت فيه المنطقة الصناعية بحاجب العيون من نقص في الاستثمارات، رغم أنها كانت قد أنشئت منذ أكثر من 20 سنة، لكنها لم تتمكن من جذب المستثمرين خلال هذه الفترة الطويلة. بوقيلة أعرب عن أمله في أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق لمشاريع صناعية أخرى في المنطقة، مما سيسهم في توفير فرص العمل وتنشيط الحياة الاقتصادية.
وأشار بوقيلة إلى أن هناك بعض التحديات التي أدت إلى تأخير بداية المشروع، حيث كان من المخطط أن يبدأ العمل في المصنع منذ عام 2022، لكن بعض العراقيل الإدارية والفنية عرقلت هذا الانطلاق. ومع ذلك، تم التغلب على العديد من هذه التحديات، ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه المشاريع المستقبلية في تحسين بيئة الاستثمار، مشددين على أهمية تسهيل الإجراءات والترتيبات الإدارية لتشجيع المزيد من الاستثمارات.
المصنع، الذي يعتبر جزءًا من "الصناعات الثقيلة"، قد تم إنشاؤه باستثمارات تتجاوز 9.6 مليون دينار في مرحلته الأولى، التي من المتوقع أن تمتد حتى عام 2025. هذا المشروع سيوفر حوالي 100 موطن شغل، مع خطط للوصول إلى 500 موطن شغل في غضون 3 سنوات من خلال زيادة الإنتاج وتوسيع الترويج للمنتج.
بالنسبة للورق الحجري، أضاف بوقيلة أنه منتج ذو خصائص ممتازة، حيث يتميز بمقاومته للماء والزيوت والشحوم، فضلاً عن مقاومته للتغييرات المناخية وصعوبة تمزيقه. يعتمد تصنيع هذا الورق بنسبة 80% على مادة كربونات الكالسيوم المستخلصة من نفايات مقاطع الرخام. وتم اختيار منطقة حاجب العيون كموقع للمصنع نظراً لوجود المواد الخام بكميات وفيرة في ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين، فضلاً عن توفر اليد العاملة في المنطقة.
وفي إطار برامجها الاجتماعية، أعلنت الشركة عن خطط لدعم تأسيس شركة أهلية متخصصة في تثمين الأحجار، والتي ستكون جزءًا من سلسلة إمداد المصنع بالمواد الخام. كما سيتم تخصيص جزء من المصنع لتكون مقرات إدارية لشركات أهلية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر إنشاء مركز للبحوث ليكون قبلة للخبراء والباحثين في مجالات متصلة بنشاط الشركة، مما يسهم في تعزيز دور المصنع كمركز للابتكار الصناعي في المنطقة.