في حلقة مؤثرة من برنامج "الوحش بروماكس" على قناة الحوار التونسي، فتحت الإعلامية التونسية أميمة العياري قلبها للجمهور، متحدثة بصراحة عن رحلتها الصعبة مع تأخر الإنجاب بسبب إصابتها بمرض بطانة الرحم المهاجرة، الذي يُعدّ من العوامل التي تعيق الحمل لدى العديد من النساء.
استعرضت أميمة العياري تجربتها الشخصية، قائلة إنها تزوجت عام 2020، وفي البداية، كان قرار تأجيل الإنجاب اختيارًا شخصيًا، لكنها بعد مرور عامين بدأت تشعر برغبة قوية في أن تصبح أمًا. عندها، اكتشفت أنها تعاني من بطانة الرحم المهاجرة، وهو مرض يصيب امرأة من بين كل عشر نساء في تونس، ويؤدي إلى مشاكل في الخصوبة وتأخر الحمل.
وأكدت أميمة العياري أن هذا الاكتشاف غيّر نظرتها للكثير من الأمور، متسائلة:
"لماذا لا تذهب الفتاة إلى طبيب النساء قبل الزواج؟ لماذا ننتظر حتى بعد الزواج لاكتشاف هذه المشاكل؟ لو كانت الفتاة تُجري الفحوصات مبكرًا، لتمكنت من اكتشاف أي مشكلة صحية وعلاجها في الوقت المناسب."
عند سؤال الإعلامي سمير الوافي عن أول ردة فعل لها عندما علمت بحالتها الصحية، أجابت بصراحة:
"بالطبع، في البداية شعرت بالحزن الشديد وتأثرت نفسيًا، وسألت نفسي مرارًا: لماذا أنا؟ هل سأتمكن يومًا من أن أكون أمًا؟ كنت أشعر بالذنب، وكأنني السبب في هذه المشكلة."
وأوضحت أن المجتمع يضع ضغوطًا كبيرة على المرأة، خاصة فيما يتعلق بالإنجاب، حيث يصبح هذا الأمر محور الحديث الأساسي بعد الزواج، وهو ما يزيد من معاناة النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الخصوبة.
في ختام حديثها، وجهت أميمة العياري رسالة دعم وأمل لكل امرأة تعاني من مشاكل في الإنجاب، مؤكدة أن الطب تطور بشكل كبير، وهناك العديد من الحلول المتاحة، وأن الأهم هو الحفاظ على الأمل والإيمان بأن كل شيء ممكن.
كما شدّدت على ضرورة أن يكون هناك وعي أكبر بضرورة الفحوصات الطبية قبل الزواج، حتى تتجنب الفتيات أي مشاكل صحية قد تؤثر على مستقبلهن الإنجابي.
تفاعل الجمهور وتعاطف واسع مع قصتها
لقيت هذه الحلقة تفاعلًا كبيرًا من المشاهدين، حيث عبّر العديد منهم عن تعاطفهم ودعمهم لأميمة، مشيدين بشجاعتها في التحدث عن موضوع يعتبره البعض حساسًا، ومؤكدين أن قصتها قد تكون مصدر إلهام وأمل للكثير من النساء اللاتي يعشن نفس التجربة.