كشف معمر الحاجي، المدير الجهوي للصحة بالقيروان، أن الطالب المتوفى وصل إلى قسم الاستعجالي وهو يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة تجاوز 40 درجة مئوية، إضافة إلى آلام حادة في الرأس وأعراض أخرى مقلقة.
وأوضح الحاجي، في تصريح تم تداوله على نطاق واسع عقب زيارته إلى مبيت رقادة، أن الفريق الطبي قام بإيواء الطالب في قسم الاستعجالي وإجراء التدخلات الطبية الضرورية لإنقاذه، إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل سريع، مما أدى إلى وفاته رغم الجهود المبذولة من قبل الأطباء.
وفي إطار استكمال الإجراءات الطبية، تم عرض الجثمان على الطبيب الشرعي، حيث أظهرت التحاليل وجود بكتيريا معدية تنتقل عبر الهواء والتواصل المباشر، مما أثار مخاوف بشأن احتمال انتقال العدوى. وعلى ضوء هذه النتائج، دعا الحاجي كل من كان على تواصل مباشر مع الطالب إلى تعاطي الدواء الوقائي لتجنب الإصابة.
وفي سياق متصل، نشر الطبيب أحمد العيفاوي، الذي كان مسؤولًا عن تقديم الرعاية الطبية للطالب، تدوينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أوضح فيها تفاصيل الحالة، مؤكدًا أنه قام بكل ما يلزم طبيًا لإنقاذ حياة الطالب، إلا أن جسده لم يستجب للعلاج. وأشار إلى أن الأعراض التي ظهرت على الطالب، بما في ذلك ارتفاع الحرارة، التقيؤ، الآلام الشديدة في الرأس، واضطراب مستوى السكر في الدم، دفعت الطاقم الطبي إلى الاشتباه في إصابته بالتهاب السحايا.
وأضاف العيفاوي أنه وفقًا للبروتوكولات الطبية، يتطلب تشخيص المرض بشكل قطعي إجراء تحليل لسائل النخاع الشوكي، وهو ما تعذّر القيام به بسبب ضعف الصفائح الدموية لدى الطالب، ما شكل خطرًا على حياته لو تم الإجراء. ورغم ذلك، تم التعامل مع الحالة باعتبارها طارئة، وتم إعطاؤه المضادات الحيوية اللازمة خلال أقل من ساعة من وصوله إلى المستشفى، إلى جانب توفير الأوكسجين والرعاية المركزة، إلا أن وضعه الصحي واصل التدهور حتى فارق الحياة.
وشدد العيفاوي على ضرورة توعية الأشخاص الذين كانوا على اتصال مباشر بالطالب حول أهمية تلقي العلاج الوقائي، مؤكدًا أن الإدارة الجهوية للصحة ستتكفل بتوفير اللقاح اللازم للمخالطين لمنع انتشار العدوى.
مع تداول الحادثة بشكل واسع، شدد الأطباء والمسؤولون الصحيون على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية لتجنب انتقال العدوى، حيث أن التهاب السحايا يُعتبر من الأمراض الخطيرة التي قد تكون مميتة في بعض الحالات، خاصة عند التأخر في العلاج. وأكدت الجهات المختصة أن كل شخص ظهرت عليه أعراض مشابهة، أو كان على تواصل مع الطالب المتوفى، يجب عليه مراجعة أقرب مركز صحي في أسرع وقت للحصول على العلاج الوقائي