الممثل القدير حسين المحنوش :"بسبب الظلم مرضت بالشلل الرعاش.. وهذا الي صارلي" (فيديو)

 



حسين محنوش وعيسى حراث، وغيرهم من الممثلين الذين أحبهم الجمهور في فترة من الفترات، أصبحوا اليوم جزءًا من الذكريات بعدما ابتعدوا عن الأضواء. هؤلاء الفنانون الذين ملأوا الشاشة بأدائهم المميز، وجدوا أنفسهم في مواجهة قاسية مع مشاكل صحية مؤلمة، إضافة إلى تحديات اجتماعية مريرة جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لهم.




حسين محنوش، الذي اشتهر بشخصية "العاتي" في المسلسل التونسي الشهير "الدوار"، كان أحد الأسماء اللامعة في الدراما التونسية. إلا أن نجم محنوش بدأ في الأفول تدريجيًا بعد أن تعرض لمرض نادر أثر بشكل كبير على صحته. ومع مرور الوقت، أصبحت مشاكل حسين الصحية أكثر قسوة، ليجد نفسه في مواجهة صراع طويل مع مرض الشلل الرعاش، الذي أضفى المزيد من المعاناة على حياته.




على الرغم من أنه أمضى 78 عامًا من عمره في خدمة الفن، محققًا نجاحات عديدة في مجاله، إلا أن الممثل الذي كان يدخل البهجة إلى قلوب التونسيين أصبح اليوم يواجه غيابًا شبه تام عن الأضواء. ويعاني محنوش من ظروف صحية صعبة، ويشكو من قلة الدعم والتجاهل من الوسط الفني الذي طالما كان جزءًا منه. في تصريحاته الأخيرة خلال حضوره في برنامج "Zone libre"، تحدث محنوش عن معاناته الصحية والتجاهل الذي تعرض له من قبل بعض مسؤولي المؤسسات الإعلامية.




قال محنوش: "مرض الشلل الرعاش أصابني نتيجة الظلم والإقصاء، وأنا الآن أتابع علاجي في المستشفى العمومي وأتناول الأدوية اللازمة. في عام 1992، تم تعليق ورقة على باب التلفزيون التونسي مكتوب فيها 'حسين محنوش ممنوع من الدخول'. من وقتها وأنا أعيش في ظل هذا الإقصاء". وأضاف محنوش: "كل شخص يدعي أنه ليس مسؤولًا عن وضع هذه الورقة، لكن المدير العام عبد الحفيظ الهرقام كان يعلم بهذه الورقة، وكان المسؤولون عن الإنتاج هم من دفعوا إلى هذا الإقصاء. كل من لا يسير في نفس طريقهم يتم تهميشه، وهذا ما حدث لي".



تصريحات حسين محنوش تبرز جانبًا مظلمًا من صناعة الفن في تونس، حيث يعاني بعض الفنانين من إقصاء وتجاهل بعد أن قدموا الكثير للوسط الفني. كما تبرز المعاناة الصحية التي تمر بها فئة من الفنانين الذين قدموا أفضل ما لديهم على مدار سنوات طويلة من العمل الفني. في ظل هذه التحديات، يبقى الأمل في تحسين الظروف الصحية والاجتماعية للفنانين كبار السن، ومنحهم الاهتمام الذي يستحقونه، في الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الفنانون إلى دعم أكبر من المؤسسات المعنية بالمجال الفني والصحي.