دراسة حديثة: العزوبية أصبحت مصدر السعادة في عصرنا الحالي أكثر من الزواج

celibat-source-bonheur
العزوبية أصبحت مصدر السعادة في عصرنا الحالي


كشفت دراسة حديثة أن العزوبية لم تعد مرتبطة بضيق الإمكانيات المادية كما كان يُعتقد سابقًا، بل أصبحت خيارًا واعيًا يتخذه كثير من الشباب والفتيات عن قناعة. فقد غيّرت التحولات الاجتماعية والثقافية الحديثة نظرة الأفراد إلى مفهوم الحياة الفردية، حيث يرى عدد متزايد من الشباب أن العزوبية تمنحهم توازنًا نفسيًا وحرية شخصية، في حين قد تتحول الحياة الزوجية التقليدية، في ظل ضغوط المعيشة والمسؤوليات اليومية، إلى عبء نفسي أو مصدر للإحباط.


التركيز على النمو الشخصي وتطوير الذات

يعتبر العديد من العزاب أن هذه المرحلة فرصة ثمينة لتطوير الذات وتحقيق التوازن الداخلي. فبدلاً من الانشغال بمسؤوليات الزواج، يكرّسون وقتهم لتعلّم مهارات جديدة، وتحقيق أهداف مهنية، والاستثمار في صحتهم النفسية والجسدية.


ومن خلال مقابلات أُجريت مع عدد من الشباب ممن تجاوزوا سن الثلاثين، تبيّن أن بعضهم يبرر تأجيل الزواج بالظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة، بينما يرى آخرون أن الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات بحرية تساهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.


العزوبية ليست مسألة مادية فحسب

المثير للاهتمام أن الظاهرة لا تقتصر على الفئات ذات الدخل المحدود، بل تشمل أيضًا شبابًا وفتيات من عائلات ميسورة اختاروا العزوبية لأسباب نفسية أو فكرية بحتة. فالبعض يرى أن الزواج يجب أن يكون نتيجة نضج عاطفي ووعي نفسي، لا مجرد استجابة لتوقعات المجتمع أو ضغط العائلة.

وبات هذا الوعي يجعل قرار الزواج أو تأجيله مسألة شخصية، بل إن بعض الأفراد يقررون البقاء عازبين مدى الحياة، معتبرين أن تحقيق الذات والسعادة لا يتوقف على وجود شريك دائم.


توازن في مستويات السعادة

وتشير نتائج الدراسات الاجتماعية الحديثة إلى أن مستويات السعادة بين العزاب والمتزوجين متقاربة إلى حد كبير. فبينما يجد المتزوجون في الشراكة مصدر دعم واستقرار، يجد العزاب في حريتهم واستقلاليتهم مساحة للنمو الشخصي والتعبير عن الذات.

ومع ارتفاع معدلات الطلاق والنزاعات الأسرية في العديد من المجتمعات، أصبحت فئة من النساء تعتبر تحقيق الطموحات الشخصية، واستكمال التعليم، والمشاركة في سوق العمل، أولويات تفوق فكرة الزواج في حد ذاتها.


العزوبية... خيار حياة لا حكم مجتمع

اليوم، لم تعد العزوبية تُعدّ حالة مؤقتة أو فشلًا اجتماعيًا كما في الماضي، بل باتت تعكس أسلوب حياة جديدًا ينسجم مع تطلعات جيل يسعى للحرية النفسية وتحقيق الذات. وبين مؤيد ومعارض، تبقى الحقيقة أن السعادة لا ترتبط بحالة اجتماعية معينة، بل بقدرة الإنسان على التوازن والرضا عن حياته واختياراته.