تُحيي تونس، اليوم الجمعة 25 جويلية 2025، الذكرى الثامنة والستين لإعلان الجمهورية، وهو اليوم الذي مثّل تحوّلًا جذريًا في تاريخ البلاد، حيث تمّ في 25 جويلية 1957 إلغاء النظام الملكي بصفة رسمية، وإرساء نظام جمهوري شكّل بداية عهد جديد للدولة التونسية الحديثة.
وقد تولّى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، حينها، رئاسة الدولة في مرحلة انتقالية سبقت تنظيم أول انتخابات رئاسية في 8 نوفمبر 1959، والتي شكّلت تتويجًا لمسيرة كفاح وطني طويلة خاضها الشعب التونسي ضد الاستعمار الفرنسي منذ انتصاب الحماية سنة 1881، بمشاركة نخبة من المناضلين والسياسيين، وبدعم شعبي واسع متشبّع بروح الوطنية وبتوقه إلى الاستقلال والحرية.
ويمثل تاريخ 25 جويلية في الذاكرة الوطنية التونسية أكثر من مجرد مناسبة احتفالية، فقد أصبح علامة فارقة ومنعرجًا مفصليًا يُجسد التحوّلات العميقة في مسار الدولة، خصوصًا مع ما شهده هذا التاريخ من أحداث مفصلية في السنوات الأخيرة.
ففي 25 جويلية 2021، أعلن رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيّد عن جملة من التدابير الاستثنائية بالاستناد إلى الفصل 80 من دستور 2014، من بينها تجميد أعمال البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، وهي الإجراءات التي اعتُبرت بمثابة انطلاقة لمسار سياسي جديد يهدف إلى ''تصحيح مسار الثورة'' بحسب ما أعلنه رئيس الدولة.
وتتزامن الذكرى الثامنة والستون هذا العام مع مناسبتين وطنيتين مؤثرتين: الأولى، الذكرى السادسة لوفاة رئيس الجمهورية الأسبق الباجي قائد السبسي، الذي وافته المنية يوم 25 جويلية 2019، والثانية، الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الشهيد محمد البراهمي، النائب بالمجلس الوطني التأسيسي وأحد أبرز قيادات التيار الشعبي، الذي استُشهد يوم 25 جويلية 2013 في عملية إرهابية هزّت الرأي العام الوطني.
كما تم خلال اللقاء التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية، من بينها التحديات الأمنية بمختلف أشكالها، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية. وقد شدّد رئيس الجمهورية في هذا السياق على ضرورة احترام سيادة الدول، مؤكدًا أن حل القضايا الداخلية يجب أن يكون بيد شعوب تلك الدول دون أي تدخل خارجي، وتحت أي ذريعة كانت.
Tags
أخبار وطنية