فُجع الوسط الفني صباح السبت 25 جويلية 2025 بخبر رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني، الذي توفي عن عمر 69 عامًا، بعد مشوار إبداعي استثنائي مزج فيه الموسيقى بالمسرح، والسخرية بالفكر.
ولد زياد في 1 جانفي 1956 وسط عائلة فنية عريقة، فهو نجل السيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني. تلك النشأة كانت البوابة الأولى نحو بناء شخصية فنية خارجة عن المألوف، إذ لم يكتفِ بالسير على خطى والديه، بل صنع لنفسه هوية مختلفة، جريئة، ومليئة بالأسئلة.
أولى خطواته في عالم التلحين جاءت مبكّرة، حين قدّم في السابعة عشرة من عمره لحن "سألوني الناس" بصوت والدته، وهي أغنية وُلدت من أزمة مرض والده لكنها شكّلت بداية مسيرة فنية لافتة.
أما في المسرح، فقد كانت "المحطة" أول تجاربه، تلاها دور في "ميس الريم"، ثم توالت الأعمال التي تحوّلت لاحقًا إلى علامات فارقة في المسرح اللبناني، مثل:
"فيلم أميركي طويل"
"سهرية"
"شي فاشل"
"بالنسبة لبكرا شو"
لم يكن زياد فنانًا عاديًا، بل ناقدًا لاذعًا، ومثقفًا ساخرًا، يعرّي الواقع اللبناني والعربي دون خوف أو مواربة. أغانيه ومسرحياته كانت مرآة لمجتمع ممزّق، وعقل يبحث عن معنى.
على الصعيد الشخصي، عاش زياد تجارب عاطفية تركت أثرها في فنه. تزوج من دلال كرم ثم انفصلا، وعاش لاحقًا علاقة طويلة مع الفنانة كارمن لبس استمرت 15 عامًا.
مع فيروز، لم تكن العلاقة فقط أمًّا وابنًا، بل شراكة فنية أنتجت أعمالًا مثل:
"البوسطة"، "أنا عندي حنين"، "ضاق خلقي"، "يا جبل الشيخ"، و"حبوا بعضن".
برحيل زياد، يفقد الفن العربي صوتًا نادرًا، قاوم الابتذال والانصياع، وبقي حتى النهاية وفيًا لقضاياه ولجمهوره. إرثه سيبقى حيًا، ليس فقط في الذاكرة الفنية، بل في كل من يرى أن الفن أداة مقاومة لا مجرد ترف.
Tags
المشاهير