يشهد سوق الذهب في تونس، وخاصة في سوق البركة العتيق بالعاصمة، ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أثار تساؤلات العديد من المواطنين حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التغير المفاجئ في سوق المعادن الثمينة.
في هذا السياق، تحدث محمد السقا، الناطق الرسمي للمجمع المهني للمصوغ، عن الزيادة الكبيرة في أسعار الذهب، مؤكدًا أن المعدن النفيس يظل الخيار المفضل للتونسيين من أجل تخزين الثروات، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.
وأوضح السقا أن هذه الزيادة في الأسعار تأتي نتيجة لعدة عوامل اقتصادية أبرزها التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى ارتفاع مشتريات الذهب من قبل الدول الكبرى مثل الصين، التي تعتبر أحد أكبر مستهلكي الذهب في العالم. هذه العوامل أسهمت في زيادة الطلب على الذهب، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره عالميًا، وهو ما انعكس بدوره على السوق التونسية.
أما فيما يتعلق بأسعار الذهب في تونس، فقد أوضح السقا أن سعر غرام الذهب عيار 24 قيراطًا وصل إلى حوالي 300 دينار تونسي، في حين بلغ سعر الأونصة حوالي 1944 دولارًا أمريكيًا، مما يعكس زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة.
وتشير التوقعات إلى أن الأسعار قد تواصل الارتفاع في المستقبل، خاصة في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، مما قد يرفع الأسعار أكثر في الفترة القادمة.
بالرغم من الارتفاع الحاد في الأسعار، فقد أشار السقا إلى أن الإقبال على شراء الذهب، وخاصة الخواتم الذهبية للأزواج الجدد، قد زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ولفت إلى أن العديد من الأزواج الجدد يعتبرون الذهب جزءًا لا يتجزأ من طقوس الزواج، حيث يتم اختيار الخاتم الذهب كرمز من رموز الحب والارتباط.
وأوضح السقا أن سعر خاتم الذهب عيار 24 قيراطًا قد يتراوح بين 700 إلى 800 دينار، وفقًا للوزن والمواصفات، وقد يتجاوز سعر الخاتم الألف دينار في بعض الحالات، أما الخواتم الصغيرة أو الخواتم ذات الوزن الأقل، فقد تبدأ أسعارها من حوالي 300 إلى 500 دينار.
أضاف السقا أن العديد من الأزواج الجدد في تونس لا يشترون الذهب فقط كرمز عاطفي في مناسباتهم الخاصة، بل يعتبرون الذهب أيضًا استثمارًا طويل الأمد. إذ يفضلون شراء الذهب بشكل موسمي وفقًا لمقدرتهم المالية، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على الذهب رغم ارتفاع الأسعار.
وفي ختام حديثه، أكد محمد السقا أن ارتفاع أسعار الذهب في تونس ليس مجرد ظاهرة محلية، بل هو نتيجة للتحولات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم. ومع ذلك، يواصل التونسيون شراء الذهب، سواء كاستثمار طويل الأمد أو كهدايا للمناسبات الخاصة، مؤكدًا أن هذا المعدن النفيس سيظل يحتفظ بمكانته كـ "ملاذ آمن" في أوقات الأزمات الاقتصادية.